التقويم السلمي في تركيا/2

شوان زنكنه – خبير سياسي

جاء في خطاب الرئيس أردوغان السبت، 12/7/2025 ما يلي:

– بدءًا من يوم أمس دخلت آفة الإرهاب التي استمرت 41 عاماً مرحلة النهاية بإذن الله.

– اليوم يوم جديد وصفحة جديدة فتحت في التاريخ، اليوم فُتحت أبواب تركيا العظيمة والقوية على مصراعيها.

– التغيرات التي حصلت في سوريا والعراق ساعدتنا في التعامل مع الإرهاب.

– أقول بوضوح إن مشروع “تركيا الخالية من الإرهاب”، الذي نسعى لتحقيقه مؤخراً، ليس نتيجة مفاوضات أو مساومة.

– تركيا انتصرت وانتصر الأتراك والأكراد والعرب وكل فرد من مواطنينا البالغ عددهم 86 مليون نسمة.

– لم ولن ننخرط في أي عمل لا يخدم مصلحة تركيا، وموقفنا اليوم وسياستنا وتوجهاتنا موجهة فقط لمصلحة تركيا.

– وجود الأتراك والأكراد والعرب مرتبط بتضامنهم ووحدتهم.

– عندما تتحد القلوب تختفي الحدود، وكخطوة أولى سنُنشئ لجنة برلمانية لبدء مناقشة المتطلبات القانونية (لعملية ترك سلاح العمال الكوردستاني).

– سنسهل إتمام العملية بسرعة دون إيذاء مشاعر أحد، بما يتماشى مع حساسية المرحلة، وسنتابع بدقة عملية تسليم السلاح.

– ليست قضية مواطنينا الأكراد فحسب، بل مسألة أشقائنا الأكراد في العراق وسوريا هي قضيتنا أيضاً. نناقش هذه المرحلة معهم، وهم سعداء للغاية بذلك.

– نواصل العمل مع الحكومة السورية وشركائنا الدوليين، وأؤمن من أعماق قلبي بأن صفحة الإرهاب ستُطوى هناك أيضاً وتنتصر الأخوة.

– تركيا ستنمو بالأخوّة، وستقوى بالديمقراطية، وستسير نحو المستقبل بأمن واستقرار.

يُعَدُّ هذا الخطاب التاريخي إيذانًا ببدء مرحلة تنفيذ المبادرة التي أطلقها (دولت باهجلي) من مجلس الأمة التركي، بتأريخ 22/10/2024، والخاصة بعملية السلام في تركيا، وهذا يعني أن الحكومة التركية أخذتْ على عاتقها مهمة إرساءَ قواعد السلام في تركيا، وما جاورها.

سنكون بانتظار الرئيس أردوغان لنشهد معا المراحل القادمة في عملية السلام هذه، بدءًا من تشكيل لجنة برلمانية تواكب مُستجدّات المرحلة القادمة القانونية والدستورية، ومروراً بتحقيق الاحتواء والتجانس الوطني، داخلياً، وإرساء حالة السلم والاستقرار في سوريا والعراق، خارجياً، وانتهاءً بتشكيل تحالف كوردي تركي في حوض الميزوبوتاميا.

رغبةُ الرئيس أردوغان بتصميم عملية السلام وفق مقاسه واستراتيجيته، وتعارضُها مع مصالح بعض القوى الفاعلة في المنطقة، قد تعيقُ استكمالَ مراحل السلم في المنطقة، ناهيك عن وجود أزمة ثقة بين أطراف القضية.. وهذا يعني أن عملية السلام تسير في طريق شائك، يستوجب على الأطراف مزيداً من الحرص والتفَهّم والمرونة.

نجاحُ هذه المهمة مرهونٌ بما يدور في خُلْدِ أردوغان، والمصالحِ الإسرائيلية في المنطقة، والدورِ الأمريكي فيها، إضافة إلى مواقف إيران، وقسمٍ من التيار القومي التركي داخل الدولة العميقة في تركيا.. ويصعبُ استقراءُ مستقبل المنطقة في ظلّ هذه التناقضات، سوى أننا سنشهد سلاماً في المستقبل القريب، حتماً؛ سلمًا تحقّقَ أم حربًا.

كونوا معنا، لنتابع معا مراحل إرساء السلام في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى