من خواطري
عابدین رشید

* إذا غاب العقل والإرادة والفطرة في المجتمع، فالحياة غابة حيوانات بشـرية متوحشة، بل وأخطر.
* الناس عامة على أحوال أربعة: منهم من يؤمن بالعلم والدين، ومنهم من لا يؤمن لا بالعلم ولا بالدين، ومنهم من يؤمن بالعلم ولا يؤمن بالدين، ومنهم من يؤمن بالدين ولا يؤمن بالعلم. وخيرهم من يؤمن بالعلم والدين.
* المفسدون في الأرض أظلم الظالمين.
* لقد كشف العلم الحديث؛ بحقائقه الجديدة، أن السنن النبوية كلها تعتبر أرقى آفاق الوقاية والعلاج والشفاء والعافية للصحة العامة، وفي تخفيف أو إزالة أخطار الأمراض والعلل والأسقام بكل أنواعها وحالاتها، للفرد والأمة، ولكن أين هؤلاء المسلمون اليوم؟ من يفهم ويصدق هذه الحقيقة؟
* أخي الإنسان! إذا أنت لم تلتزم إيماناً وعملاً – بصدق وإخلاص وجد وعزم وشوق وحماس – بدينك الذي اخترتـه بإرادتك وقناعتك، في ظلال فئة باسلة راشدة كفئة دين الإسلام، فلا أمل مطلقاً في التغيير نحو الحسن أو الأحسن. هكذا اقتضت حكمة سنّة الله للإنسان في عالم الامتحان؛ ابتلاءً واختباراً، للفوز بالرضا والجنة والخلود والجوار الأقدس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
* صمّام أمان المسلم، وقوّته، في مواجهة كل مصيبة أو هجمة أو صدمة هو: [إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ]، وهي آية السَّكينة والصبر والثبات للقلوب المؤمنة أمام مفاجآت الأحوال والأقدار.
* لعنتان تبيّنان ضلالة الإنسان على مدار الزمان للناس قاطبة في طريق الحياة، هما: لعنة الأعراف والتقاليد والموروثات الجاهلية، ولعنة الإعلام الإبليسـي الخداع من قبل من يصدّون عن سبيل الله بكل فن ووسيلة.
* تكون الدنيا جنّة معنوية بالإيمان والعقل والعدل والخلق الحسن والعمل الصالح.
* المساجد أو بيوت الله، مراكز علم ودور ثقافة ومعامل تربية ومدارس حضارة، والدليل القوي على ذلك هذا الحديث النبوي المنسـي المهجور المهمل على مدى أجيال من القرون الأخيرة للمجتمع المتخلّف المنحرف في العالم الإسلامي: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلّا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
هذا، وهذا يعني أنه لم تنشأ ولم تعمر المساجد – وهي بيوت الله – لمجرّد الصلاة فيها فقط، كما يظنّ بل ويعتقد أكثر المسلمين اليوم.
* فلنعرف الله ربّنا – عز وجل – ممّا يأتي:
1 – عن طريق أسماء الله الحسنى.
2 – عن طريق القرآن.
3 – عن طريق الكون.
4 – عن طريق العقل.
5 – عن طريق السيرة النبوية الخاتمة.
6 – عن طريق التاريخ.
7 – عن طريق السنن الإلهية..
8 – عن طريق الحياة.
9 – عن طريق مخلوقاته – سبحانه وتعالى -.
10 – عن طريق الآخرة.
* بعد تقدّم العلم الحديث التحقيقي الثابت الرّاسخ للحقائق العلمية، ظهرت وتجلّت عظمة حقائق السنّة النبوية الكريمة على مدى العصور للأجيال البشـرية، قرناً بعد قرن. بل وتتحقّقت مصداقية قولنا إن السنّة النبوية الخاتمة، بسيرتها وحديثها، هي أرقى آفاق العلوم ودرجاتها للحضارات.
* هذه هي حقيقة شخصية المسلم؛ عبد الله الصالح المصلح: أنه دنيويّ في مشهد ظاهره، بجوارحه وأعماله، فيعمل كما غيره من الناس. وأخروي في مشهد باطنه، بأخلاقه ومعنوياته، فهو بحق رجل الدنيا ورجل الآخرة، في اللحظة ذاتها.
وهذا ما لا يتميّز به أحد من البشـر في الأرض، غيره، بكل صدق واستقامة وإيمان. وهو المخلوق المرشح الميسّـر له الكمال المقدّر بين مخلوقات الوجود. يا لمكانة المسلم عند الله!
* طبيعة الأمة المسلمة كطبيعة الفصول الأربعة للسنة، فهي تقطع أحوالها في الدنيا عبر مسيرة الدهر، تارة في الصيف، وتارة في الخريف، وتارة في الشتاء، وتارة في الربيع. وهكذا تتناوب الفصول الأربعة، ولكنها لا تموت ولا تفنى ولا تزول، بل تبقى إلى آخر ساعات قيام الدمار الكوني الأخير النهائي الموعود الحق، خلاف الأمم والأديان والحضارات.
* لكل طريق ضلالة: شيطان وسامري!
* كل من يعيش من الناس، في مناكب الأرض، بالغاً، عاقلاً، حرّاً، ولا يسهم ولا يشارك في مهمة أو في مشـروع الخلافة الإلهية في الأرض الملقاة على عاتقه – تكليفاً وتشـريفاً – منذ فجر: [إني جاعل في الأرض خليفة]، بأيّ شكل من الأشكال المستطاعة، فاحكم
عليه ما شئت، فهو عبد جاهل غافل، ضال، لاهٍ، لاعب، هازل، عابث، مخدوع. بل لا يستحق الكرامة والرضوان.
* يا قادة الجماعات الإسلامية في العالم، ويا دعاة الإسلام الربانيين؛ انطلقوا، وابحثوا، أو اصنعوا رجالاً ونساءً يستطيعون أن يحملوا عرش دین الله (الإسلام)، لتحقيق شـريعة وحضارة الخلافة الإلهية في الأرض، وهم يتّصفون بهذه الصفات الأربع القرآنية: (القويّ، الأمين، الحفيظ، العليم)؛ ثم فلا تتعبوا أنفسكم فتحرثوا في البحر، ولا تخدعوا أنفسكم فتركضوا وراء السراب.
* إذا لم يكن في ظلال البيت رُكْنا السعادة الحقيقية: المودة والرحمة، فالحياة في هذه الدنيا كالجحيم!
* إنّ هذا الـدين – دين الله الحقّ المبين – لا يتقدّم ولا يعلو في العالم مرّة أخرى، وفي كل مرّة، إلّا ببطولة وحكمة وعبقرية أصناف ثلاثةٍ من المسلمين الشباب الأكْفَاء الخبراء؛ من العلماء، والأغنياء، والأمراء، طلائع جماهير الشعوب دائما.ً
* الـدّاعية المبدع ذو القلب المحروق لا ينتظر الفرص لتأتيه أحياناً، بل هو يهيّء الفرص ليؤدِّي رسالته في دعوته الكريمة.
العدد ١٩٢ ǀ صيف ٢٠٢٥ ǀ السنة الثانية والعشرون