نفس الأجرام السماوية عند فلاسفة اليونان – الجزء الثاني –
د. أكرم فتاح سليم - أستاذ جامعة دهوك

زعم الفلاسفة أن المراد باللوح المحفوظ نفوس السموات، وأن جزيئات العالم تنعكس بها. والحقيقة هي إن الله سبحانه كتب في (اللوح المحفوظ) مقادير الخلق، ونحن لا نعرف ماهيّته؛ أهو من خشب أم حديد، أم من ذهب أم فضة؟ فالله أعلم بذلك، إنما نؤمن بأن هناك لوحاً كتب الله فيه مقادير كل شيء؛ ففيه مقادير الخلق، أي المخلوقات كلّها، ويشمل ما يفعله الإنسان، وما تفعلـه البهـائم، وليس لنا الحق في أن نبحث وراء ذلك؛ وإنْ جاء في الكتاب والسنة ما يدلّنا على شيء، فالواجب أن نعتقده. ووصف بكونه محفوظاً؛ لأنه محفوظ من أيدي الخلق، فلا يمكن لأحد أن يخلق به، أو يغيّر فيه شيئاً أبداً؛ وهو محفوظ من التغيير، فالله – عز وجل – لا يغيّر فيه شيئاً؛ لأنه كتب عن علم منه. لهذا قال ابن تيمية: “إن المكتوب في اللوح المحفوظ لا يتغيّر أبداً”، وإنما يحصل التغيير في الكتب التي بأيدي الملائكة([1]). وغاية علوم اللوح المحفوظ، وما سطّر فيه، هو منشأ العالم، وحتى النفخ في الصور، وأمّا ما وراء ذلك من أحوال يوم القيامة، وأحوال الشؤون والأمور والاعتبارات واللوازم كلّها، فليس في اللوح المحفوظ منه شيء إلا أمور قليلة؛ مثل فلان يعمل كذا وكذا من الأعمال، وجزاؤه في جنّة الخلد،وفلان يعمل كذا من الشـرّ، ومستقرّه في الدرك الثانية أو الثالثة([2]).
إن الإقرار بالرب تعالى عامّ في بني آدم؛ لأنه فطري، إلا من عاند كـ(فرعون)، بخلاف الإيمان باليوم الآخر، فإن منكريه كثيرون. ولمّا كان محمد – صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء، ظنّ طائفة من الفلاسفة أنه لم يفصح بمعادِ الأبدان إلا محمد، وجعلوا هذه حجّة لهم في باب التخييل. وهذا غير صحيح، فإن القيامة الكبرى هي معروفة عند الأنبياء؛ من آدم إلى نوح إلى إبراهيم وموسى وعيسـى – عليهم السلام-، وقد أخبر الله بها من حين أهبط آدم – عليه السلام -. قال تعالى: [فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ]([3])، وقال تعالى: [وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا]([4])([5]).
إن العناصر التي يتركّب منها جسم الإنسان هي نفس العناصـر التي تتركّب منها تربة الأرض، وتتحوّل هذه العناصر من تربة الأرض إلى جسم الإنسان، بواسطة الطعام الذي يتناوله ممّا خرج من الأرض.([6]) وللإنسان أجزاء أصلية وأجزاء عرضية؛ الأجزاء الأصلية تبقى كما هي، والعرضية تتحوّل من جسم إلى جسم. لكن الخلاف في البعث لم يقتصـر على الأجزاء الأصلية أو العرضية، بل يقع على الاثنين([7]). فاختلف المفكرون والفلاسفة وأصحاب الديانات، حول حقيقة البعث، بين منكر ومثبت، وانقسموا إلى ثلاثة اتجاهات، أولها: من أنكر البعث، وثانيها: من تشكّك في حقيقته، وثالثها: من أقرّ بوجوده، مع اختلافهم في نوعية هذا البعث. وينتقد العامري([8]) هذه التصوّرات، ليحدّد موقفه منها:-
الاتجاه الأول: يتمثّل في الذين أنكروا البعث، في قول قدماء الفلاسفة الطبيعيين الماديين، الذين يقولون إن الإنسان بالحقيقة هو هذا الهيكل المخصوص، بما له من اِلمزاج، وما يتبعه من القوى والأعراض، وليس (النفس) شيئاً آخر غير هذا المزاج، فإذا مات الإنسان انعدم هذا الهيكل، وما يتبعه من المزاج والأعراض، أي أن النفس تنفى مع البدن، وتنعدم بزوال الحياة، ولا يبقى إلا عناصـر المواد المتفرقة. وزعموا أن الإنسان كسائر الحيوان والنبات، فإذا مات فاته كل شيء، وسعادته وشقاوته منحصـرة فيما له بحسب اللذات والآلام الحسيّة في هذه الحياة الدنيا([9]). وينسب العامري هذا الاتجاه أيضاً إلى بعض القدماء من الدهريين. وينسب الشهرستاني([10]) هذا الرأي إلى جماعة من الصابئة الذين أنكروا البعث، فقالوا: “إن الثواب والعقاب هو تناسخ الإنسان في هذه الدنيا، فلا دار سوى هذه الدار”، ولا يتصوّرون إحياء الموتى وبعث من في القبور. ويذكر الله تعالى قولهم: [أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ * هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ]([11]). كما ينسب العامري هذا الاتجاه إلى بعض أصحاب الطبائع القدماء الذين أنكروا وجوداً مستقلاً للنفس، بل هي تتكون عندهم من الأخلاط الأربعة (الدم، والبلغم، والمرَّةُ الصفراء، والمرَّة السوداء)، وأنها متى عرض لها الانحلال، فإن الروح المتولّدة من امتزاجها تبيد وتفنى، ويبقى القالب بعد تلاشيها مدّة من الزمن على هيئة تركيبه، إلى أن يعرض له احتراق أو عفن، فيستحيل إلى جوهر التربة التي وضع فيها. ويضيف العامري إلى هذه الطائفة: حكماء اليونان؛ لأنهم مع إقرارهم الثواب الأبدي، أنكروا البعث والنشور ([12]).
الاتجاه الثاني: وهو المعبّر عن موقف الشك، أي التوقّف عن الإدلاء بأيّ من الآراء، سواء في الإثبات أو النفي. وقد ذهب إلى ذلك (جالينوس)، الذي شكّ في أمر المعاد بين إثباته وإنكاره. فيذكره العامري بأنه شهد على نفسه بأنه شكّاك في المعاد أحقّ أم باطل، وهذا الموقف مبنيّ على تصوّره للنفس، حيث قال في مرضه الذي توفي فيه: “إنه لم يتبيّن أن النفس هل هي المزاج، وتعدم عند الموت، ويستحيل إعادتها؟ أم هي جوهر باق بعد فساد البدن، فيمكن المعاد؟!”([13]).
يرى الباحث أنه لا داعي للشك في موضوع البعث بالروح والبدن؛ لأن الله سبحانه وتعالى وعد بشكل صريح بأنه قادر على إحياء الخلق مرة أخرى، قال تعالى: [أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ]([14])، فالآية دالة على أن الحشـر يكون عن طريق تجميع الذرات من التفرّق والشتات، لا عن طريق إيجادها من العدم المطلق. فهؤلاء يجهلون عظمة الله وقدرته وعلمه وحكمته، ولا يبصـرون في أنفسهم؛ فالتفكّر في الأنفس أدلّ الدلائل وأقوى الحجج على نفي ما ينكرونه من البعث؛ فالله أحياهم أولاً، وأماتهم ثانياً، ولا يزال سبحانه قادراً على إحيائهم مرّة، وجمعهم مرّة أخرى يوم القيامة؛ ذلك يوم الحشر والمعاد.
الاتجاه الثالث: أحدهم قال بالبعث الجسماني فقط، وقال به أكثر المتكلّمين الإسلاميين النافين للنفس الناطقة المجرّدة. هذا القول مبنيّ على أن الروح جسم لطيف نوراني سارٍ في البدن سريان النار في الفحم، والماء في الورد، وبالتالي ليس جوهراً مجرّداً، فليس المعاد إلا بالجسم الذي هو الهيكل المحسوس مع النفس([15]).
وثانيهم قال بالبعث الروحاني فقط، وهذا مذهب أكثر الفلاسفة الإلهيين، بناءً على أن الإنسان بالحقيقة هو نفسه الناطقة المجرّدة عن المادة، فهي خالـدة غير قابلة للفساد؛ إذن هي ثابتة بعد البدن، تعود إلى عالم المجرّدات، فسعادتها وشقاوتها هناك، بفضائلها النفسانية ورذائلها في الدنيا. وأمّا البدن، فينعدم بصوره وأعراضه بالكليّة، فلا يعود؛ لأن إعادة المعدوم مستحيلة عندهم([16]).
وثالثهم قال بالبعث الجسماني والروحاني معاً، وهذا هو الاتجاه الأكثر والأغلب، وقد أخذ به الكثيرون من محقّقي علماء الإسلام والمتكلمين؛ كالإمام الغزالي، بناءً على أن النفس جوهر مجرّد يعود إلى البدن، فإن الإنسان في الحقيقة هو النفس الناطقة، وهو المكلّف والمطيع والمثاب والعاصي والمعاقب، والبدن يجري مجرى الآلـة، والنفس باقية بعد فساد البدن. فإذا أراد الله تعالى حشـر الخلائق، خلق لكل واحدة من الأرواح بدناً تتعلّق به، وتتصـرّف فيه، كما كان في الدنيا([17]). ولذا يرى العامري أن معظم الناس ذهبوا إلى التسليم بوجود البعث، والإقرار به، قائلاً: “ليس أحد ممن أقرّ بالصانع – جل جلاله – إلا هو يقرّ بالثواب الأبدي”، فإذا كان الله موجوداً، فالثواب والبعث موجود([18]).
يرى الباحث أن هذا استنتاج خاطئ؛ لأنه – حسب ما ذكره من قبل – هناك من أقرّ بوجود الثواب الأبديّ، وبالرغم من ذلك أنكر البعث، وهو رأي بعض الفلاسفة اليونان، وأصحاب التناسخ.
يذهب أبو البركات البغدادي([19]) إلى التأكيد على أن الأبدان تبعث في الآخرة مع الأرواح، بناء على الإمكان والجواز، يقول: “القائلون الناقلون عن الوحي والأنبياء، بعودِ النفس إلى الأبدان، لا يمنعه هذا البيان، خصوصاً إذا شاء ذلك من له الخلق والأمر، حيث يعيدها إلى حالتها معه، وفيه تعلّقها، فإن ذلك غير ممتنع من جهة المتعلّق والمتعلّق به بذاتهما، فإذا أوجبه قادر عليه، كان كما كان أوّلاً”([20]).
ويعتقد الفارابي أن أفلاطون وأرسطو يعتقدان في وجود عالم آخر بعد الموت. ويستشهد الفارابي بالرسالة التي بعث بها أرسطو إلى أمّ الأسكندر الأكبر([21]) يعزّيها في والدها. وأمّا أفلاطون، فيشير الفارابي إلى كلامه في نهاية كتاب (السياسة)، ممّا يدل على البعث والحساب والميزان والثواب والعقاب([22]).
أمّا إنكار الفلاسفة وجود النار والجنة الجسمانيّتين، فنتحدّث أوّلاً عن النّار والجنّة وماهيّتهما، ثم نتحدّث عن الآراء المختلفة حولهما.. فالجنّة متكوّن من جسم؛ لأنه في الأصل البستان من النخيل أو الأشجار، وهي مأخوذة من جَنَّ إذا ستر، وسمّيت بذلك لأن نخيلها الباسقات، وأشجارها المورقة، تلتف أغصانها بعضها ببعض فتكون كالظلّة تستر ما تحتها([23]). والنار أيضاً جسم موصوف بالحرارة والطاقة في جهنم([24]).
ونقل عن جهم بن صفوان([25]) القول بفناء الجنّة والنّار، وحكى ذلك الأشعريّ في المقالات، بقوله: “وقال أهل الإسلام، ليس للجنّة والنّار آخر، وإنهما لا تزالان باقيتين”، وهذا ما نجده فعلاً لدى الماتريدية والمعتزلة، الذين قالوا بسكون حركات أهل الجنّة والنار. وينسب إلى ابن تيمية الذهاب إلى فناء النار، وأنها من المستثنى في قوله سبحانه: [إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ]([26]).
ومسألة فناء الخالدين، أو أحدهما، فكرة لها أصل قديم عند اليهود والصابئة والزرادشتية([27]). وفي الفكر الإسلامي الحديث نجد لهذه المسألة عند عرض الدكتور محمد إقبال([28]) لمسألة الخلود في الفكر الفلسفي الحديث وبين أنصارها وخصومها، فقال: إن مسألة أبدية النار التي جاءت في بعض الآيات لا تعني إلا حقبة من الزمان، يشير إلى الآية من (سورة النبأ)، قوله تعالى: [لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا]([29])، هي تجربة للتقويم، وليست هاوية من عذاب مقيم. ذلك لأنه يرى أن صراع النفس، أو الذات الإنسانية، لدعم وجودها، والتغلّب على عوامل انحلالها، لا يتوقّف بالموت، بل يبدأ مرحلة ذات طابع جديد.
ويسير (الآمدي) في الاتجاه العام للفكر الإسلامي، وهو بقاء الجنّة والنّار وخلودهما، لا عن استحقاق للبقاء، ولكن بإبقاء الله – عز وجل – لهما، دون أن يؤثّر ذلك في كونه هو الأوّل والآخر – سبحانه وتعالى -، والمتفرّد بالأزليّة والأبديّة الذاتيتين([30]).
يرى الباحث أن خلود الجنّة والنّار له علاقة بجسميّتهما؛ لأنّهما أعدَّتا لمن سيدخلهما من الصالحين والطالحين، حتى قبل يوم القيامة. فلا يكون جنّة ونار بمجرد معرفة النّاس الثواب أو العقاب، لأن اسميهما سمّي لمسمّى وليس لشـيء آخر، وكذلك أن الله خلق الجنّة كي يعيش الإنسان فيها خالداً؛ ولأنّ من دخلها لا يخرج منها أبداً، بل يأكل ويشـرب من طعامها وشرابها، ويستمتع من نعيمها، فهذا لا يحصل إلا بوجود بستان جسميّ، وليس عكس ذلك. وكذلك ينطبق على النّار، ونحن نعرف بأنها جسم، وليس خلاف ذلك، ونعلم بأن الكافر يعذّب فيها، وأنها تحرق أجسامهم وجلودهم، بوجود نار جسماني، وجهنم جسماني؛ أي إن خلود الجنّة والنّار يكون جسمانياً. وكذلك الحور العين شبيه بنساء الدنيا، مع اختلاف كبير في الجمال والبياض وغير ذلك، فلا نستطيع أن نقول هذه امرأة، بدون جسم ظاهر، وهلّم جرّا.
لم يزل أهل السنّة على جسميّة الجنّة والنّار، حتى نبغت نابغة من القدرية، فأنكرت ذلك، وقالوا – حسب مفهومهم -: ينشئهما الله يوم القيامة؛ وحملهم على ذلك أصلهم الفاسد الذي وضعوا به شـريعة ما لا يفعله الله سبحانه، وأنه ينبغي أن يفعل كذا، ولا ينبغي له أن يفعل كذا، وقاسوه على خلقه في أفعالهم؛ فهم مشبّهة في الأفعال، ودخل التجهّم فيهم، فصاروا مع ذلك معطّلة، عندما قالوا خلْقُ الجنّة قبل الجزاء عبث؛ لأنها تصير معطّلة مدداً متطاولة وهي لم تخلق بعد([31])، ولو كانت مخلوقتان الآن، لوجب اضطراراً أن تفنى يوم القيامة، وأن يهلك كل من فيها ويموت، لقوله تعالى: [كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ]([32])، وكذلك قوله: [كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ]([33]). وبالمقابل، هناك أدلّة كثيرة حول جسميّة الجنّة، روى الترمذي في سننه، من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه -، قال: قال رســول الله – صلى الله عليه وسلم-: (لقيت إبراهيم (عليه السلام) ليلة أسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمّتك منّي السلام، وأخبرهم أن الجنّة طيّبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله واللـه أكبر)([34])، حديث حسن. وكذلك حديث أبي الزبير (رضي الله عنه)، عن جابر عن النبي – صلى الله عليه وسلم-: أنه قال: (من قال: سبحان اللـه العظيم، غرست له شجرة في الجنّة)([35])، فلو كانت مخلوقة مفروغاً منها، لم تكن لها تربة وماء، ولم تكن قيعاناً، ولم يكن لهذا الغراس معنىً. وكذلك قوله تعالى عن امراة فرعون: أنها قالت: [رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجنّة]([36]). وكل هذه الأدلة يبطل أنها معدومة، أو بمنـزلة النفخ في الصور، وقيام الناس من القبور. أما إذا قلنا إنه لم يكمل خلق جميع ما أعدّ الله فيها لأهلها، وإن الله لا يزال يحدث فيها شيئاً بعد شيء، وإذا دخلها المؤمنون أحدث الله فيها عند دخولهم أموراً أخرى، فهذا حقّ لا يمكن ردّه. وأمّا احتجاجهم لإنكار جسمية الجنّة أو النّار بقوله تعالى: [كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ]، فقد جاء من سوء فهمهم لمعنى الآية، واحتجاجهم بها على عدم وجود الجنّة والنّار الآن، نظير احتجاجهم على فنائهما وخرابهما وموت أهلها. ومعنى الآية السابقة أن المراد كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك، والجنّة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء، وكذلك العرش فإنه سقف الجنّة، وقيل المراد إلا ملكه. وعندما أنزل الله تعالى: [كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ]([37])، قالت الملائكة: هلك أهل الأرض، وطمعوا في البقاء، فأخبر الله تعالى عن أهل السماء والأرض إنهم يموتون، قال تعالى: [كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ]، لأنه حي لا يموت، فأيقنت الملائكة عند ذلك بالموت. وإنما قالوا ذلك توفيقاً بينها وبين النصوص المحكمة الدالة على بقاء الجنّة والنار([38]).
هناك أدلة أخرى، كقوله تعالى: [أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ]([39])، وكذلك قوله تعـالى: [أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ]([40])، وعن النّار قال تعالى: [أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ]([41])([42])، وإن للجنّة أبواباً ثمانية معروفة، في قوله تعالى: [حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا]([43])، وهذه الأبواب الثمانية بحسب الأعمال؛ لأن كل باب له عمّاله، فأهل الصلاة ينادون من باب الصلاة، وأهل الصدقة من باب الصدقة، وأهل الجهاد من باب الجهاد، وأهل الصيام من باب الريّان.([44]) وكذلك للجحيم أسماء تدلّ على أماكن عديدة، منها الهاوية، وهي المكان المنخفض كثيراً، الذي لا يرجع من يسقط فيه، في قوله تعــالى: [وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ]([45]). ومنها: (لظى)، كما قال تعالى: [كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى]([46])، أي إنها شديدة نزع جلدة الرأس، وتجذب إليها من أعطى ظهره للحق. ومنها: (سقر)، لقوله تعالى: [سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَـرَ]([47])، أي إنها لا تبقي على شيء يطرح فيها، بل تحرقه، ولا تتركه يخرج منها، وإنها تُسَوَّدُ الجسم وتشوهه([48]).
ويعضد هذه الأدلة حديث ورد في الصحيحين، في حديث أنس(رضي الله عنه) في قصة الإسراء، في آخره يقول (صلى الله عليه وسلم): (ثم انطلق بي حتى أتى سدرة المنتهى… فغشيها ألوان لا أدري ما هي؟ ثم أدخلت الجنّة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك)([49])([50]) .
فهرس المصادر والمراجع:
1 – أبو البركات البغدادي وفلسفته الإلهية، دكتور جمال رجب، مكتبــة وهبة – القاهرة، الطبعة الأولى، 1417هـ=1996م.
2 – إحياء علوم الدين، أبو حامد محمد الغزالي، دار المعرفة، بيروت، لبنان.
3 – الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، مؤسسة ثقافية للتأليف والترجمة والنشر، الطبعة الخامسة عشـر، أيار/ مايو، 2002م.
4 – الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية، آمال بنت عبد العزيز العمرو.
5 – الآمدي وآراؤه الكلامية، دكتور حسن الشافعي، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، مصـر، القاهرة، الطبعــة الأولى، 1998م= 1418هـ.
6 – الإنسان في الفلسفة الإسلامية، دراسة مقارنة في الفكر العامري، دكتورة منى أحمد أبو زيد، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الطبـــعة الأولى، 1414هـ=1994م.
7 – البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية، عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب، مكتبة الهداية، الطبعة الأولى، 1410هـ=1989م.
8 – البعث والخلود بين المتكلمين والفلاسفة، علي آرسلان آيدين، دار سخـا للنشريات، الطبعة الأولى، استانبول، 1419هـ= 1998م.
9 – تاريخ الفكر الديني الجاهلي، محمد إبراهيم الفيومي، دار الفكر العـربي، الطبعة الرابعة 1415هـ=1994م.
10 – الجامع الصحيح المختصر، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، تحقيق: دكتور مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، اليمامة – بيروت، الطبعة الثالثـة، 1407هـ= 1987م.
11 – جلال العينين في محاكمة الأحمدين، نعمان بن محمود خير الدين الآلوسي، قدم له: علي السيد صبح المدني، 1401هـ= 1981م.
12 – رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر، مرعي بن يوسف بن أبي بكر المقدسي، المحقق: أسعد محمـد المغربي، دار حراء، مكة المكرمـــة، السعوديــة، الطبعة الأولى، 1410هـ.
13 – سنن الترمذي، محمـد بن عيسى بن سورة الترمذي، المحقق: بشار عواد معروف، ج5، ص 232، دار الغرب الإسلامي – بيروت، 1998م.
14 – السنن الكبرى، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، حققه وخرج أحاديثه: حسن عبد المنعم شلبي، أشرف عليه: شعيب الأرنـاؤوط، قدم له: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة الأولى، 1421 هـ = 2001م.
15 – شـرح الطحاوية في العقيدة السلفية، صدر الدين ابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد بن علي، دار الحديث، القاهرة، طبع، نشر، توزيع،1421هـ=2000م.
16 – شـرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، محمد بن صالح العثيمين، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، الطبعة الرابعة، رمضان، 1427هـ، المملكة العربية السعودية.
17 – شـرح الكوكب المنيـر، تقي الدين أبو البقاء محمد المعروف بابن النجار الحنبلي، المحقق: محمد الزحيلي ونزيه حماد، مكتبة العبيكان، الطبعة الثانية ١٤١٨ هـ = ١٩٩٧م.
18 – العقائد الإسلامية، السيد سابق، دار الفكر، كلية الدعوة الإسلامية، ليبيـا، طرابلس، 1427-1428هـ= 2007م، طبعة خاصة.
19 – العقيدة السلفية بين الإمام ابن حنبل والإمام ابن تيمية، د. سيد عبد العزيز السِّيلي، دار المنار، ط1، 1993م.
20 – فرق معاصـرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها، د. غالب عواجي، المكتبة العصـرية الذهبية، للطباعة والنشـر والتسويق، جدة، الطبعة الرابعة، 1422هـ = 2001م.
21 – الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ياسـر بن حسين برهامي.
22 – كتاب النفس لأرسطو طاليس، ت: د. أحمد فؤاد الأهـواني، دار احياء الكتب العربية، ط1، 1949م.
23 – مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيـب الأرنؤوط – عادل مرشد وآخرون، إشــراف: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط1، 2001م.
24 – مشاهيـر أعلام المسلمين، جمع وإعداد: علي بن نايف الشحود، 24 شعبان 1429هـ الموافق ل 26/8/2008م.
25 – مفاتيح الغيب، أبو عبد الله محمد التيمي الرازي، دار احياء التــراث العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1420هـ.
26 – المنجد في الأعلام، لويس معلوف، مؤسسة انتشارات دار العلم، الطبعة السادسة والعشـرون.
27 – المنجد في اللغة والأدب والعلوم، لويس معلوف، المطبـعة الكاثوليكية، بيروت، الطبعة الثامنة عشـر، 1965م.
28 – موسوعة الفلسفة، دكتور عبد الرحمن بدوي، ذوي القربى، الطبعة الأولى، تاريخ الطبع 1427هـ.
29 – الموسوعة الفلسفية، د. فيصل عباس، مركز الشرق الأوسط الثقافي، الطبعة الأولى، 1432هـ=2011م.
30 – النبوات، تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية، المحقق: عبد العزيز بن صـالح الطويان، أضواء السلف، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعــة الأولى، 1420هـ= 2000م.
[1] شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، محمد بن صالح العثيمين، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، الطبعة الرابعة، رمضان، 1427هـ، المملكة العربية السعودية، ص424-425.
[2] فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها، دكتور غالب عواجي، المكتبة العصرية الذهبية، للطباعة والنشر والتسويق، جدة، الطبعة الرابعة، 1422هـ = 2001م، ج3، ص922.
[3] (3) سورة الأعراف: آية 25.
[4] سورة نوح: آية 17-18.
[5] شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، صدر الدين ابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد بن علي، دار الحديث، القاهرة، طبع، نشر، توزيع، 1421هـ=2000م، ص337-338.
[6] العقائد الإسلامية، السيد سابق، دار الفكر، كلية الدعوة الإسلامية، ليبيــا، طرابلس، 1427-1428هـ= 2007م، طبعة خاصة، ص236.
[7] العقائد الإسلامية، السيد سابق، ص237-238، المصدر السابق.
[8] العَامِري: (ت 381 هـ = 991 م)، محمد بن يوسف العامري النيسابوريّ، عالم بالمنطق والفلسفة اليونانية، من أهـل خراسان، أقام بالريّ خمس سنين، وأقام ببغداد مدة، وعاد إلى بلده، له شـروح على كتب أرسطو، و(مجموعة) تشتمـل على إنقاذ البشـر من الجبر والقدر، و(التقرير لأوجه التقدير)، ومن كتبه: (النسك العقلي) وشـرحه، و(الإبصار والمبصر)، و(الإعلام بمناقب الإسلام)، و(السعادة والإسعاد في السيرة الإنسانية). الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشـرقين، خير الدين الزركلي، ج7، ص148، مصدر سابق.
[9] البعث والخلود بين المتكلمين والفلاسفة، علي آرسلان آيدين، دار سخـا للنشريات، الطبعة الأولى، استانبول، 1419هـ= 1998م، ص60.
[10] الشَّهرَستَاني: (479 – 548 هـ = 1086 – 1153م)، محمد بن عبد الكريم بن أحمد، أبو الفتح الشهرستاني: مـن فلاسفة الإسلام، كان إماماً في علم الكلام وأديان الأمم ومذاهب الفلاسفة، ولد في شهرستان (بين نيسابور وخوارزم)، وانتقل إلى بغداد سنة 510 هـ فأقام ثلاث سنين، وعاد إلى بلده، وتوفي بها. من كتبه: (الملل والنحــــــــــــل)، ثلاثة أجـزاء، و(نهاية الإقدام في علم الكــــــلام)، و(الإرشاد إلى عقائد العباد)، و(مصارعات الفلاسفة)، و(المبدأ والمعاد)، و(تفسـير سورة يوسف) بأسلوب فلسفي. الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشـرقين، خير الدين الزركلي، ج6، ص215، مصدر سابق.
[11] سورة المؤمنون: آية 35-36.
[12] الإنسان في الفلسفة الإسلامية، دراسة مقارنة في الفكر العامري، دكتورة منى أحمد أبو زيد، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الطبـــعة الأولى، 1414هـ=1994م، ص300-301.
[13] نفس المصدر، ص 302. وكذلك: البعث والخلود بين المتكلمين والفلاسفة، علي آرسلان آيديـن، ص61-62، مصدر سابق.
[14] سورة القيامة: آية 3-4.
[15] البعث والخلود بين المتكلمين والفلاسفة، علي آرسلان آيدين، ص 54، مصدر سابق.
[16] نفس المصدر، ص58.
[17] نفس المصدر، ص55-56.
[18] الإنسان في الفلسفة الإسلامية، دراسة مقارنة في الفكر العامري، دكتورة منى أحمد أبو زيد، ص302، مصدر سابق.
[19] أبو البركات البغدادي: فيلسوف، كان يهودياً ثم أسلم، وكان يُعتبر من أساطين الفلاسفة عند تقي الدين ابن تيمية، وهو يراه أقرب إلى السنة من ابن سينا لمخالطته أهل السنة وعلماء الحديث، وكان يعتبره من مثبّتة الصفات، له مقالة في الـرد على أرسطو في علم الله بالجزئيات، فأثبت ذلك. من مؤلّفاته: (المعتبر في الحكمة)، ت 547 هـ. شـرح الكوكب المنيـر، تقي الدين أبو البقاء محمد المعروف بابن النجار الحنبلي، المحقق: محمد الزحيلي ونزيه حماد، مكتبة العبيكان، الطبعة الثانية ١٤١٨هـ = ١٩٩٧م،ج2، ص102.
[20] أبو البركات البغدادي وفلسفته الإلهية، دكتور جمال رجب، مكتبــة وهبة-القاهرة، الطبعة الأولى، 1417هـ=1996م، ص219-220.
[21] أسكندر الأكبر: (356-323 ق.م.)، من أشهر الغزاة الفاتحين، لقب بذي القرنين، ابن فيليبس ملك مقدونيا، خلـف والده 336 ق.م. اجتاح امبراطورية الفرس، فهزم داريوس3= في إبسوس عام333 ق.م. واحتل مصـر، وأسس الأسكندرية 332 ق.م. مات بالحمّى في بابل. المنجد في الأعلام، لويس معلوف، مؤسسة انتشارات دار العلم، الطبعة السادسة والعشرون، ص45.
[22] موسوعة الفلسفة، دكتور عبد الرحمن بدوي، ج2، ص100-101، مصدر سابق.
[23] العقائد الإسلامية، السيد سابق، ص265، مصدر سابق.
[24] مفاتيح الغيب، أبو عبد الله محمد التيمي الرازي، دار إحياء التــراث العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1420هـ، ج22، ص159.
[25] جَهم بن صَفوان (ت 128 هـ = 745 م)، جهم بن صفوان السمرقندي، رأس الجهمية. قال الذهبي: “الضـــالّ المبدع”، هلك في زمان صغار التابعين، وزرع شـراً عظيماً، فكان يقضي في عسكر الحارث بن سريج، الخارج علـى أمراء خراسان، فقبض عليه نصـر بن سيار، فطلب جهم استبقاءه، وأمر بقتله فقتل. الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي،ج2، ص141، مصدر سابق.
[26] سورة هود: آية 107.
[27] الزرادشتية: نسبة إلى (زرادشت)، فيلسوف فارسي ولد قبل المسيح، جاءهم بكتاب اسمه أفيستا، ثم أضيفت إليه شـروح فسمّي: (زند أفيستا). وتؤمن هذه النحلة بإلهين أحدهما للخير، واسمه (أورمزد)، وآخر للشر، واسمه (أهرمــن). إلا أن زرادشت يؤمن بانتصار الخير على الشر. (تاريخ الفكر الديني الجاهلي، محمد إبراهيم الفيومي، دار الفكر العـربي، الطبعة الرابعة، 1415هـ=1994م، ص338).
[28] محمد إقبال: ولد في مدينة (سيالكوت) التي تقع بإقليم (البنجاب) بالهند، عام (1294هـ=1877م)، ينتمي محمد إقبال إلى أسـرة هندوكية من البراهمة، لكن أسـرته دخلت في دين الإسلام، وأصبح الجد الأكبر لمحمد إقبال اسمه (بنديت) هـداه الله على يد أحد رجال الإسلام في (كشمير)، فحصل إقبال على درجة الماجستير في الآداب والفلسفة، كما حصــل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ميونيخ بألمانيا. ومن أهم مؤلفاته: (تطور الفكر الفلسفي في إيران)، و(تجديد التفكير الديني في الإسلام)، وأجاد محمد إقبال الكثير من اللغات: كالأوردية، والفارسية والإنجليزية، والألمانية. (مشاهيـر أعلام المسلمين،جمع وإعداد: علي بن نايف الشحود، 24 شعبــان1429هـ موافق 26/8/2008 م، ص66).
[29] سورة النبأ: آية 23.
[30] الآمدي وآراؤه الكلامية، دكتور حسن الشافعي، دار السلام للطباعة والنشـر والتوزيع والترجمة، مصـر، القاهرة، الطبعــة الأولى، 1998م= 1418هـ، ص497-498.
[31] شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، صدر الدين ابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد بن علي، ص352، مصدر سابق.
[32] سورة القصص: آية 88.
[33] سورة آل عمران: آية 185.
[34] أخرجه الترمذي في باب (غراس الجنّة)، من حديث ابن مسعود (رضي الله عنه)، رقم الحديث (3462)، سنن الترمذي، محمـد بن عيسى بن سورة الترمذي، المحقق: بشار عواد معروف، ج5، ص 232، دار الغرب الإسلامي – بيروت، 1998م، ج5، ص387.
[35] أخرجه النسائي في باب (ثواب من قال سبحان الله العظيم)، من حديث جابر (رضي الله عنه)، رقم (10594)، السنن الكبرى، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، حققه وخرج أحاديثه: حسن عبد المنعم شلبي، أشرف عليه: شعيب الأرنـاؤوط، قدم له: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة الأولى، 1421 هـ = 2001 م، ج9، ص304.
[36] سورة التحريم: آية 11.
[37] سورة الرحمن: آية 26.
[38] شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، صدر الدين ابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد بن علي، ص355-356، مصدر سابق.
[39] رة آل عمران: آية 133.
[40] سورة الحديد: آية 21.
[41] سورة آل عمران: 131.
[42] شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، صدر الدين ابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد بن علي، ص352-353، مصدر سابق.
[43] سورة الزمر: آية 73.
[44] شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، محمد بن صالح العثيمين، ص405، مصدر سابق.
[45] سورة القارعة: الآيات 8-11.
[46] سورة المعارج: الآيات 15-18.
[47] سورة المدثر: الآيات 26-30.
[48] العقائد الإسلامية، السيد سابق، ص291-292، مصدر سابق.
[49] أخرجه البخاري في باب (ذكر إدريس- عليه السلام)، من حديث أنس (رضي الله عنه)، رقم (3164)، الجامع الصحيح المختصر، الإمام البخاري، تحقيق د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، بيروت، ط 3، 1987م، ج3، ص1217.
[50] العقيدة السلفية بين ابن حنبل وابن تيمية، د. سيد السِّيلي، دار المنار، ط1، 1993م، ص67.
العدد ١٩٢ ǀ صيف ٢٠٢٥ ǀ السنة الثانية والعشرون