المؤتمر التاسع للاتحاد الإسلامي الكوردستاني: أمل وترقب
أ. د. يحيى عمر ريشاوي

يستعد الاتحاد الإسلامي الكوردستاني – وأنا أكتب هذه السطور – على قدم وساق، لعقد مؤتمره التاسع في العاصمة أربيل، حيث يناقش المؤتمرون خلال هذه الأيام مسودة النظام الداخلي، وذلك في اجتماعات محلية موسعة في كل من أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة.
ولعل من السمات المميزة في لعمل هذا الحزب؛ التزامه القانوني بعقد المؤتمرات في مواعيدها المحددة، حيث إن هذا المؤتمر هو التاسع خلال السنوات الثلاثين من عمره، وهي نقطة مميزة إذا قارنّاها بالبيئة السياسية في العمل الحزبي في الإقليم، وعدم التزام معظم الأحزاب الكوردية بعقد مؤتمراتها في أوقاتها المحددة.
نقطة أخرى تميّز أداء هذا الحزب: الاهتمام بالعمل النسوي، ووجود عدد كبير من القيادات النسوية في المجلس القيادي، منذ الإعلان عن تأسيسه إلى الآن، وهي نقطة يشهد لها العدو قبل الصديق. وقلّة هي الأحزاب الكوردية التي تشغل فيها المرأة مناصب قيادية، ولم تنضج بعد ثقافة الثقة بالقيادات النسائية لتسنم المناصب القيادية بصورة عامة في الإقليم.
وهناك علامة فارقة أخرى في مسيرة الاتحاد الإسلامي الكوردستاني، وهي اهتمامه اللافت بالعمل الخيري، حيث إن الحزب قد أسس أصلاً على أساس العمل الخيري أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وذلك من خلال عمل الرابطة الإسلامية الكوردية، والزخم الكبير من المساعدات الإنسانية التي قدّمتها، وغيرها من المنظمات الخيرية التابعة لهذا الحزب، من دون اعتبار للانتماء الحزبي والعقدي، بل امتدت هذه المساعدات إلى خارج الإقليم؛ أثناء زلزال تركيا، وفي غزة، وحتى إلى المناطق الفقيرة في جنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من هذه وتلك إلا أن هناك نقاط ضعف وانتقادات موجهة لأداء هذا الحزب، منها:
– عدم القدرة على القيام بمعارضة حقيقية للسلطة السياسية في الإقليم، فهناك نوع من (الحياء السياسي) لقيادة معارضة حقيقية من قبل قياداته.
– هناك نوع من الضعف في الأداء الإعلامي، وعدم القدرة على استقطاب الجمهور بالصورة المطلوبة؛ لمتابعة قنواته الإعلاميّة.
– عدم التوفيق بين العمل الدعوي والسياسي بصورة فعالة، حيث إن هناك نوعاً من المد والجزر بالاهتمام بهذين الجانبين، وما زالت هذه النقطة مثار نقاش ورأي داخل الحزب.
– قلة الكوادر الشبابية في المؤسسات التابعة للحزب، عكس بدايات الإعلان عن تأسيسه عام 1994، والمراقبون يرون ذلك بوضوح.
– الضعف المالي وعدم الاهتمام بالمشاريع الاستثمارية بالشكل المطلوب، الأمر الذي انعكس سلباً على كل مؤسسات الحزب في القيام بأداء واجباتها.
نأمل أن يكون المؤتمر التاسع نقطة تحوّل في المسيرة السياسية لهذا الحزب، والذي قدّم الكثير – ولا يزال -، ويُنْتظر منه المزيد!
مجلة الحوار ǁ العدد 190 ǀ السنة الثانية والعشرون ǀ شتاء 2024