تصريحات توماس باراك.. ماذا تعني؟
شوان زنكنه – خبير سياسي

أدلى المبعوث الأميركي إلى سوريا “توماس باراك” لـCNN Türk) ) التصريحات التالية:
• لا دولة مستقلة لكوردستان أو لـ (قسد).
• “قسد” امتداد لحزب العمال الكوردستاني.
• لسنا مدينين لهم بإقامة دولة أو حكومة.
• نعم كنا شركاء، لكن الدَيْن يقتصر على التعامل المعقول.
• إذا لم يكونوا منطقيين فهناك بدائل.
• لا لقوات طائفية بلباس الدروز أو العلويين أو الأكراد… الجميع ضمن هيكل واحد.
• ترامب كان شجاعاً بمنح سوريا فرصة.
• ما بعد سايكس بيكو لم يكن جيداً.
يبدو من هذه التصريحات – إنْ كانت ترجمتها دقيقة، – أنّ (توم باراك) مكلَّفٌ، في هذه المرحلة، بتعزيز حكومة الشرع، وتوفير المناخ المناسب لها لبسط نفوذها في كل أنحاء سوريا، تمهيداً لعملية سلام أو تطبيع مع إسرائيل، بالتزامن مع محادثات إسرائيلية-سورية في أذربيجان يُجريها الشرعُ خلال زيارته لها السبت، 12/7/2025.
لا تُوحي تصريحات (توم باراك) بأنها تصريحات دبلوماسية، فهي ليست إلا جُمَلًا ركيكة، ومتناقِضة، وبعيدة عن اللياقة، تمَّ إطلاقُها تحت وطأةِ الضغوط التركية، والرغبة الأمريكية في دفع الشرع إلى عملية التطبيع القادمة.
الإدارة الذاتية الكوردية في سوريا لديها مُتّسع من الوقت، لِفهم مقاصد باراك، ومدى تناغمها مع سياسات الإدارة الأمريكية، ولِلعب أوراقها واختيارِ بدائلها، كلاعب محلي في غاية الأهمية، وأعتقد أن شهر أيلول القادم، سيكون وقتاً مناسباً يتجلّى فيه الكثيرُ من الأمور.
لم تُشِرْ تصريحاتُ باراك إلى كيفية المحافظة على سوريا ضمن هيكل واحد، في ظلّ قيادة معلومةِ الخلفية، واصطفافاتٍ قومية ومذهبية، وكياناتٍ مسلحة، واقتصادٍ هشٍّ، وقدراتٍ عسكرية محدودة جداً، ناهيك عن سَلْبِ سيادتِها من قِبل تركيا وإسرائيل وأمريكا، على الأقل.
الرئيسُ أردوغان، سعى، ويسعى إلى إحلال السلام في تركيا والمنطقة، إلا أنه يريده سلاماً على مقاسه واستراتيجيته، لذلك، تتعارضُ هذه المساعي، أحياناً، مع مصالح وسياسات الآخرين من اللاعبين المحليين والدوليين، وسيبذلُ قصارى جهده لتحقيق مآربه، إلّا أنّه، في النهاية، سيُرجِّحُ استمرارَه في العمل ضمن رقعة الشطرنج.
إسرائيلُ لا تشعرُ، من منظورها القومي، أنّها تتمكّن من العيش بسلامٍ بجوار دولة سوريا الموحَّدة القوية، وإنْ أبرمتْ معها عشرات اتفاقيات التطبيع، لذلك، ستبذلُ قصارى جهدها لتقسيمها، إنْ عاجلاً أو آجلاً، وقد تدخلُ، لهذا السبب، في صراع مع تركيا.
هذا الصراع، حاصلٌ في الوقت الراهن، بأشكالٍ عديدة، إلّا أنّه قد يتطوّر إلى صراع عسكري، وهو ما أستبعدُه في ظلّ الظروف الراهنة.. أمّا إذا تغيَّرتِ الظروفُ، السياسية والأمنية والاقتصادية في المنطقة، بسبب طبيعة التّعامُل مع إيران، فإنّ المواجهاتِ العسكريةَ في المنطقة ستحدثُ، وستَصطَفُّ القوى الفاعلة في المنطقة، حينها، وفق مصالحها القومية.
الأشهرُ القادمة كفيلةٌ ببيان طبيعة الأحداث في المنطقة، ومآلاتِها، وما ستَتمخَّضُ عنها من نتائج، والتي سترسمُ خارطةَ المنطقة ومستقبلَ شعوبِها.