خطاب نتانياهو في الكونجرس الأمريكي

شوان زنكنه

ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خطابا أمام مجلسي الكونجرس (النواب والشيوخ)، وهو الخطاب الرابع له أمام الكونجرس الأمريكي منذ عام 1996م، وذلك في يوم الأربعاء المصادف 24/7/2024.

وتُعتبَر زيارتُه هذه لأمريكا، وإلقاءُ خطابه، في هذه الفترة الحساسة، فرصة ثمينة له، سيستغلها لتعزيز جبهته الداخلية، والتأثير على الحزبين الديمقراطي والجمهوري، داخل قبة الكونجرس، بمجلسيه النواب والشيوخ، وهي فرصة ثمينة، كذلك، عرض فيها، على الرأي العام العالمي، تصوره عن مستقبل المنطقة والعالم.

فقد قال بالحرف الواحد:

* دولةٌ يهودية عاصمتُها القدسُ غيرُ المُجزَّأة.

* اتفاقيةُ إبراهام تسود العلاقات في الشرق الأوسط.

* العلاقةُ الاستراتيجية بين إسرائيل وأمريكا قائمةٌ على أساس “الصراع على البقاء المشترك”، بغضّ النظر عمّن يكون رئيسا لأمريكا، فإسرائيلُ تقاتل في الشرق الأوسط لتأمين وجود، واستمرارية بقاء أمريكا كقوة عظمى في العالم، وأمريكا تقاتل في كافة الجبهات في العالم من أجل بقاء واستدامة إسرائيل.

* إيران، وأدواتُها في المنطقة، قوةُ شرٍّ عظمى، يتمّ التصدّي لها من خلال العلاقات الاستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية، واتفاقية إبراهام.

أقوالُ نتانياهو الصريحة هذه، تُحدّد ملامحَ مُجريات الأحداث في الشرق الأوسط، على المدى المنظور.

أين ملامحُ المشروع الذي سيتصدى لما ستُحدِثُه العلاقةُ الاستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية في المنطقة؟

نتانياهو، في الحقيقة والواقع، كشفَ عُرْيَ المسلمين، وعدمَ تبنّيهم لمشروعٍ فاعل في المنطقة، وانشغالَهم بما تُلهمُهم أحلامُهم، وتُملِي عليهم نزواتُهم، بعيدًا عن واقع الحال، والمَآل.

نتانياهو، ومن الكونجرس الأمريكي، وصف العلاج الذي سيُبيدُه، وكيانَه الغاصب، إنه: النسلُ العربيُّ الإسلاميُّ السنّيُّ اللاساميُّ.

ذلك النسل الذي ستتصدّى عناصرُه لكل يهوديّ في العالم، حتى يقول الحجرُ: يا مسلم، هذا يهوديٌّ خلفي تعالَ واقتُلْه.

وكأنّي أرى نتانياهو، ومن الكونجرس الأمريكي، يُحرِّضُ الإسلاميين، ويَستفزُّهم، ويَحثُّهم على تبنّي مشروعٍ إسلاميٍّ عقائديٍّ، لمواجهة مشروعه القومي العقائدي، والمشروع الفارسي المُتشيِّع، فَحَصْرُه لخطابه في بيان معالم مشروعه، وتركيزُه على الدور الإيراني في المنطقة، وضرورة التصدّي له، وتهميشُه لأي دور إسلامي في رسم خارطة الشرق الأوسط، يُوحي بضرورة، وعاجلية التفكير في تأسيس مشروعٍ ثالث في المنطقة، يعيدُ توازنَ القوى إلى محلّه، ويضبطُ وتيرةَ الصراع، ويرسمُ خارطةَ المستقبل.

فهل أدركَ المسلمون ذلك؟ أم انشغلوا بتحليل عدد التصفيقات التي نالها نتانياهو، وحفاوةِ استقباله التي غاظَتْهم كثيرا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى