جابر بن حيَّان في الكتابات العربية المعاصرة، محمَّد محمَّد فيَّاض أنموذجاً

د. نبيل فتحي حسين

 كرَّس محمَّد محمَّد فيَّاض (1922-2009)، وهو طبيب مصري معروف، له مؤلَّفات في الطب المصري القديم، وإعجاز القرآن، وغيرها، كُتيِّباً صغيراً للتعريف بأبي عبدالله جابر بن حيَّان الكوفي، المعروف بالصوفي (ت نحو 200هـ/815م)، سمَّاه (جابر بن حيَّان وخلفاؤه)([1])

   ويمكن تقسيم عمل فيَّاض إلى أربعة محاور رئيسة؛ هي: نشأة الكيمياء، والكيمياء والعرب، وروَّاد الكيمياء من العرب، والكيمياء الإسلامية. وقد جاءت المحاور: الأول، والثاني، والرابع، متقاربة – إلى حدٍّ ما – في عدد الصفحات، بينما غطَّى المحور الثالث معظم صفحات عمل فيَّاض، وذلك بسبب كثرة أقسامه الفرعية التي تناولت مجموعة من الذين اشتغلوا بالكيمياء في الإسلام، أولهم جابر، وآخرهم عزالدين آيدمر بن علي الجِلْدَكي (ت 743هـ/1342م).

   تحدّث فيَّاض في المحور الأول من كتيِّبه عن نشأة الكيمياء، فوقف – بادئ الأمر – عند معنى كلمة (كيمياء) عند كل من: المصريين القدماء، والإغريق، منبِّهاً إلى نشوء أول مدرسة للكيمياء في الإسكندرية، وهي مدرسة يرى أنَّ الإغريق نحوا بالكيمياء فيها صوب التزييف والتقليد، فهووا بمكانة هذا العلم إلى الحضيض، مشيراً إلى مجموعة من فلاسفة الإغريق الذين تناولوا تكوين المادَّة، أشهرهم أرسطو (ت 322 ق.م)، مبيِّناً أهمَّ ما وصل إليه تطوُّر الكيمياء في أواخر أيام تلك المدرسة([2]).

   تناول فيَّاض، في المحور الثاني من كتيِّبه، البدايات الأولى للمعرفة العربية بالكيمياء، والتي أعقبت الفتح الإسلامي لمصر، في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، موضِّحاً أثر حركة الترجمة في العصر العباسي، في ظهور المؤلَّفات الكيميائية العربية، التي انتقلت إلى أوروبا لاحقاً، ناعياً على الكيمياء هناك أنها اتجهت اتجاهاً مادِّياً، ينحصر في الحصول على الذهب والفضة، وبقيت كذلك بضعة قرون، لحين اتخاذها وجهة علمية بحتة، على يد العالم الإنجليزي (روبرت بويل/ R. Boyle) (1627-1691)([3]).

   استهلَّ فيَّاض المحور الثالث من كتيِّبه بالحديث عن الاهتمام الذي حظيت به الكيمياء لدى كل من: الأمير الأموي أبو هاشم خالد بن يزيد بن معاوية (ت 84هـ/703م أو 85هـ/704م أو 90هـ/708م)، والإمام الشيعي السادس أبو عبدالله جعفر بن محمَّد، المعروف بجعفر الصادق (ت 148هـ/765م). والمُلاحَظ أنَّ فيَّاضاً يرفض تشكيك المؤرِّخ الشهير ابن خلدون (ت 808هـ/1406م) في اشتغال خالد بالكيمياء، وهو تشكيك يقوم على أساس أنَّ البداوة إلى الأمير الأموي أقرب، ولذا فهو بعيد عن العلوم والصنائع، في حين يفضِّل – على وفق بعض الاعتبارات – رواية النديم   (ت 380هـ/990م)، الشهيرة، بشأن اهتمامه بالصنعة، ودوره في ترجمة كتبها من اليونانية والقبطية إلى العربية([4]).

   ويخصِّص فيَّاض ثلاثين صفحة من صفحات كتيِّبه للحديث عن جابر([5])، یظهر أنه عرض تفاصيلها بالاعتماد على المستشرق البريطاني (هولميارد/ E. J. Holmyard)، وإنْ لم يكن قد أحال إليه، حيث يشير بادئ الأمر إلى أنَّ جابراً وُلد في مدينة (طوس)، في أثناء قيام أبيه بنشر الدعوة العباسية هناك، ولذلك فقد رُجِّح أنْ تكون ولادته سنة (100هـ/718م)*، باعتبارها السنة التي نشطت فيها الدعوة المذكورة([6]).   

   ويقدِّم فيَّاض، قبل حديثه عن جابر، تعريفاً موجزاً بوالده (حيَّان)، موضِّحاً أنه كان عقَّاراً عربياً، ينتسب إلى قبيلة الأزد، ويعيش في (الكوفة)، وهو أحد مؤيِّدي العباسيين، وأنَّ نشاطه الكبير في نشر الدعوة العباسية، وانتقاله من بلد إلى آخر، في سبيل هذه الغاية، دفع الأمويين إلى إلقاء القبض عليه وقتله، فشبَّ ولده جابر في رعاية أقاربه، ودرس على حربي الحِمْيَري، قبل أنْ ينتقل إلى الكوفة، بعد نجاح الثورة العباسية (132هـ/749م)، حيث اتَّصل هناك – لاحقاً – بالإمام جعفر الصادق، وتلقَّى عنه الكيمياء، وتقرَّب إلى العباسيين، وتوطَّدت صلته بالبرامكة في بغداد، وهي صلة دفعته إلى أنْ يغادر العاصمة العباسية إلى الكوفة، بعد نكبة البرامكة سنة (187هـ/802م)، خوفاً من التنكيل به، وبقي هناك إلى أنْ توُّفي في بداية عهد الخليفة العباسي المأمون سنة (198هـ/813م)([7]). ويُرجع فيَّاض إكرام العباسيين لجابر، وترحيبهم به، إلى علاقته بالإمام جعفر الصادق، وخدمات أبيه، الذي ضحَّى بحياته في سبيلهم([8])

   يرفض فيَّاض التاريخ الذي ذكره الزِّرِكْلي لوفاة جابر، وهو (161هـ/778م)**، مشيراً إلى أنه التاريخ نفسه – أو ما يقرب منه – الذي يرد ذكره في كثير من الكتب الإفرنجية، موضِّحاً أنه لا يوجد شك في معاصرة جابر للخليفة العباسي هارون الرشيد (170-193هـ/786-808م)، لا سیَّما وأنَّ جابراً روى في كتاب (الخواص) نوادر كثيرة وقعت له مع كبار أسرة البرامكة: يحيى بن خالد البرمكي (ت 190هـ/805م)، وابنيه: جعفر (ت 187هـ/802م)، والفضل (ت 193هـ/808م)، قبل أنْ تقع النكبة؛ حينها فرَّ جابر إلى الكوفة، ومكث بها حتى مات، بعد أنْ أدرك عصر الخليفة المأمون (198-218هـ/813-833م)، على وفق رواية الجِلْدَكي([9]).

  جدير ذكره أنَّ فيَّاضاً يسوق مسوِّغات لقبول رواية النديم حول اهتمامات خالد بن يزيد الكيميائية، أحدها أنَّ النديم أقرب إلى زمن خالد، إلا أنه، في الوقت نفسه، يصف رواية النديم – وهو الأقرب إلى زمن جابر، منه إلى زمن خالد – حول وجود معمل كيميائي كان جابر يجري فيه تجاربه وبحوثه، بأنها ربما كان فيها كثير من المبالغة([10])!

   لا يذكر فيَّاض ضمن اهتمامات جابر العلمية سوى: الكيمياء، والطب، والتاريخ الطبيعي، والفلسفة([11])، علماً أنَّ قوائم مؤلَّفاته التي ذكرها النديم تشمل موضوعات أخرى؛ مثل: الحِيَل، والمنطق، والفلك، والهندسة… وغيرها([12]). وحول انتمائه العقائدي، يكتفي فيَّاض بالإشارة إلى أنه كان صوفياً([13]).

   ومن الغريب أنْ لا يشير فيَّاض إلى نتائج أبحاث بعض المستشرقين الأوروبيين، وأظهرهم المستشرق التشيكي (پاول كراوس/ P. E. Kraus)، والتي أوضحت أنَّ المدوَّنة الجابرية أوثق ما تكون اتِّصالاً بمصنَّفات الإسماعيلية، التي أرادوا بها الدعاية لمذهبهم. أمَّا مصطلحاتها العلمية، فهي مأخوذة عن أبي زيد حُنَين بن إسحاق العِبَادِي (ت 260هـ/873م)، ومعاصريه، في حين يبدو أنَّ النظريات الكيميائية، التي ترد فيها، على صلة بنظريات الطبيب والكيميائي الشهير أبي بكر محمَّد بن زكريا الرَّازي (ت 313هـ/925م)([14])، وهي آراء سبقت إصدار فيَّاض كتيِّبه عن جابر!

   ومن البدهي أنْ يذكر فيَّاض، قياساً إلى المدَّة الزمنية التي نشر فيها عمله، أنَّ نحو خمسين مخطوطاً فقط بقي إلى الآن من مصنَّفات جابر الكثيرة، ويذكر منها: (الخواص الكبير)، و(الأحجار)، و(إخراج ما في القوَّة إلى الفعل – وهذه الكتب الثلاثة يذكر أماكن وجود مخطوطاتها -، و(السر المكنون)، و(المائة والاثنا عشر)، و(السبعون)، و(المائة والأربعة والأربعون)، و(الخمسمائة)، و(السبعمائة)، و(الرحمة)، و(الراحة)، و(الروضة)، و(الأربع)، و(الرحمة الصغير)، و(الموازين)، و(الأركان الأربع)، و(الحدود)، و(السر)، و(المزاج)، و(الحق)، و(الخمائر الكبير)، و(النبات)، و(البول)، و(الحيوان)، و(الأصباغ)، و(الرائحة الكبير)، و(الألبان)، و(النهاية)، و(التمام)، و(ما بعد الطبيعة)([15]).  

   ويحار فيَّاض في قدرة جابر على الكتابة في علوم متنوعة، وتقديم نتاج غزير كهذا، ولكنه لا يشكِّك في أنْ يكون جابر هو وحده صاحب تلك المؤلَّفات، ولا ينبِّه إلى التشكيك الذي قاد بعضهم إلى القول بوجود عدَّة مؤلِّفين لمجموعة المصنَّفات الجابرية، مفسِّراً ترجمة الجانب الأكبر من تلك المؤلَّفات إلى اللاتينية، وبعض اللغات الأوروبية، بكونها المرجع الذي كان يُعتمد عليه في الكيمياء، من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر للميلاد)[16](.

   جدير ذكره أنه خلال سَنَتَي (1942) و(1943) نشر (كراوس) كتابه الشهير (جابر بن حيَّان: إسهام في تاريخ الأفكار العلمية في الإسلام)، في جزأين، وبيَّن فيه – بتفصيل – أنَّ جابراً كان شخصية أسطورية، وأنَّ مصنَّفاته كانت من تأليف مجموعة من علماء الإسماعيلية، انصرفوا إلى كتابتها خلال المدَّة الممتدة من نهاية القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، وحتى العقود الأولى من القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي([17]).

   ويظهر بوضوح أنَّ فيَّاضاً لم يسبر غور لغة جابر بدقَّة، فهو يشير إلى أنَّ جابراً كان في تصانيفه سهل العبارة، واضح المعنى، وإنْ كان يلجأ – أحياناً – إلى الإبهام، شأنه في ذلك شأن مؤلِّفي الإغريق)[18](، مستشهداً بعبارة وردت في كتاب (السر المكنون)، يتحدّث فيها جابر عن أخوين له؛ أحدهما فارسي، والآخر عربي، يولدان في العراق، ولكن في مواضع مختلفة…)[19](، مفسِّراً لفظة (الأخوين) بأنها يمكن أنْ تدلَّ على معدنين يوجد أحدهما بفارس، والآخر ببلاد العرب!)[20](، علماً أنَّ (سيِّد نعمان الحق)، وهو أحد الأكاديميين المعاصرين المعنيِّين بجابر، يصف أسلوب كاتب النص الجابري بأنه “فقير، وغريب، وغير متجانس، وكثيراً ما نجده يخرج على القواعد النحوية المعروفة”([21])، مشيراً إلى أنَّ نمط الباطنية الخاص بجابر، يتجلَّى فيما يسمِّيه جابر نفسه بـ”تبديد العلم، أي مبدأ بَعْثَرة المعرفة: فالحقيقة لا تكشف أبداً كاملة في مكان واحد، وإنما يهدف الكاتب إلى تقسيمها إلى أجزاء صغيرة، وتوزيعها في مجمل النص الضخم”([22]). كما ينبِّه باحثون آخرون إلى “أننا لو نظرنا بالمقاييس النحوية إلى لغة جابر، لوجدناها غير سويَّة، فهي ليست ملتوية فحسب، وإنما كثيرة الأخطاء النحوية والإملائية، وهي تُشعر القارئ أنه أمام نصٍّ سبق صاحبُه عصر وضع قواعد اللغة، وسار في الكتابة على هواه! ولا يبدو أنَّ نصوص جابر هي نصوص كيميائية، بل نصوص غنوصية، يتعامل صاحبها مع الكيمياء لغوياً لا اختبارياً”***.

   يُفترض أنْ يكون فيَّاض قد اعتمد في عرضه مذهب جابر في الكيمياء، على ما ورد في أعماله الآتية: (كتاب العلم الإلهي)، و(كتاب الموازين)، و(كتاب الخواص الكبير)، و(كتاب الرحمة)، و(المائة والاثني عشر)****، و(كتاب الإيضاح)، و(كتاب المعرفة بالصفة الإلهية والحكمة الفلسفية)، فضلاً عن مخطوط عربي منسوب لجابر، محفوظ في المكتبة الأهلية بباريس، وإنْ كان اختفاء الهوامش والإحالات من كتيِّبه يحول دون معرفة ما إذا كان فيَّاض ينقل نقلاً مباشراً عن كتب جابر، أم أنّه ينقل نقلاً غير مباشر، بالاعتماد على مراجع أخرى نقلت عن تلك الكتب([23](.

   وفي هذا السِّياق، يشير فيَّاض إلى تعريف جابر للكيمياء؛ على أنها فرع من العلوم الطبيعية يتناول بالبحث خواص المعادن والمواد النباتية والحيوانية، وطرق تولُّدها([24])، منبِّهاً إلى أنَّ جابراً ينصح بالبدء بدراسة المعادن باعتبارها أسهل منالاً، وأقرب فهماً([25]). ويرى فياض أنَّ أظهر ما يُلاحَظ في مؤلَّفات جابر هو الاعتماد على الناحية العملية، وتقصّي الحقيقة عن طريق التجربة والمشاهدة الدقيقة([26])، فضلاً عن قوة الملاحظة([27])، مبدياً اندهاشه من استعمال جابر الميزان في تجاربه العلمية – مع أنه لم يُستخدم في أوروبا، للغرض نفسه، إلا بعد ما يزيد على ستة قرون([28]) – ملخِّصاً جملة قواعد لإجراء التجارب الكيميائية منقولة عن كتاب (العلم الإلهي))[29](.    

   ويشير فيَّاض إلى أنه على الرغم من اعتقاد جابر بنظرية أرسطو في تكوين المادَّة من العناصر الأربعة (الهواء، والماء، والنار، والتربة)، إلا أنه وضع نظرية جديدة في تكوين المعادن، قائمة على نظرية أرسطو، خلاصتها أنَّ المعادن تتكوَّن من عنصرين؛ أحدهما: دخان أرضي، والآخر: بخار مائي، وبتكاثفهما في جوف الأرض ينتج الكبريت والزئبق، وهما مادَّتان مثاليتان، أقرب شبه لهما الكبريت والزئبق الشائعان. ولمَّا كانت المعادن جميعها تتكوَّن من اتحاد هذين العنصرين، فهذا يعني أنّه بالامكان أنْ يحوَّل بعضها إلى بعضها الآخر، وهكذا يستطيع الكيميائي أنْ يتمِّم، في وقتٍ قصير، ما تعمله الطبيعة في زمن طويل([30]).     

   وبحسب فيَّاض فإنَّ لجابر رأي ناضج في الاتحاد الكيميائي، يرد في كتاب (المعرفة بالصفة الإلهية والحكمة الفلسفية)، يدلُّ على تفكير عميق، وذكاء نادر، ويوافق نظرية الكيميائي البريطاني الشهير (جون دالتون/ J. Dalton) (1766-1844م)، ومفادها أنَّ الاتحاد الكيميائي يكون عن طريق اتِّصال ذرَّات العناصر بعضها ببعض([31])

   وبعد أنْ يعرض فيَّاض كيفيَّة فهم جابر لنظرية أرسطو، يشير إلى رأيه في المعادن، مبيِّناً أنه يَعُدُّ الذهب أكملها؛ لأنَّ فيه اتِّزاناً تامَّاً بين الكبريت والزئبق، وهو اتِّزان يمكن تحقيقه في المعادن الأخرى – التي يختلُّ فيها الاتِّزان بالزيادة أو النقص – بواسطة الإكسير([32])، معلِّلاً اكتساب الكيمياء اسماً آخر هو (علم الميزان)، بالبحث في الطرق التي يتحقق بها الاتِّزان في المعادن([33])، ليلخِّص – فيما بعد – طريقةً لجابر في تدبير الذهب، عرضها في كتاب (الخواص) على شكل مقطوعة شعرية([34]).

   يشير فيَّاض إلى أنَّ جابراً كان خبيراً بالعمليات الكيمائية الشائعة؛ مثل: الإذابة، والتبلُّر، والتقطير، والتكليس، والاختزال… وغيرها، وهي عمليات كثيراً ما وصفها، وبيَّن الغرض منها، والتغيُّرات التي تحدث فيها، وشَرَحَ أفضل الطرق لإجرائها على وفق نتائج تجاربه([35]). وبعد أنْ يقدِّم فيَّاض مثالاً لوصف جابر لعملية التكليس، يعرض أمثلة من طرق تحضيره لبعض المواد الكيميائية؛ مثل: أبيض الرصاص (كربونات الرصاص القاعدية)، والزنجفر (كبريتيد الزئبق – الزئبقيك)، وحامض النيتريك([36])، ثمَّ يذكر طائفة من بحوثه في الكيمياء؛ مثل: كشفه أنَّ مركبات النحاس تُكسب اللَّهب لوناً أزرق، واستنباطه طرقاً صالحة لتحضير الفولاذ، وتنقية المعادن، وصبغ الجلود والشعر، وتوصُّله إلى تحضير مداد مضيءٍ يستخدم – بدل الذهب – في كتابة المخطوطات الثمينة، وتحضيره نوعاً من الطلاء يقي الثيابَ البلل، ويمنع الحديدَ الصدأ، وتوصُّله إلى معرفة أنَّ (الشب) يساعد على تثبيت الألوان في الصباغة، وبحثه في المواد المعدنية والنباتية والحيوانية الشائعة، ومعرفته فوائدها في مداواة بعض الأمراض. وأخيراً، تمكُّنه من صنع ورق غير قابل للاحتراق، لأستاذه الإمام جعفر الصادق([37])

   وينبِّه فيَّاض إلى صفتين امتاز بهما جابر؛ الأولى: قدرته على التعميم المبني على الاستقصاء الدقيق، وهذا يعني أنَّه لم يترك نتائج بحوثه مشتتة غير مرتبطة. والثانية: محاولته تفسير الظواهر التي تسفر عنها تجاربه، بأسباب يرشده إليها تفكيره وذكاؤه وسعة اطلاعه، وهو تفسير ينسجم – في كثير من الحالات – مع التعليل العلمي الحديث([38]).

   يختم فيَّاض حديثه عن جابر بمناقشة موضوع في غاية الأهمية، عنوَنَه بـ(جابر وبرثلوت)، واستهلَّه بالإشارة إلى ظهور كتب كيميائية باللغة اللاتينية، في أواخر القرن الثالث عشر، وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي، قيل إنها مترجمة عن أصول عربية لجابر، ولا يُعرف ما إذا كان مؤلِّفها المجهول قد نقلها عن جابر فعلاً، أم أنه نسبها إليه لكي تحقق الذيوع والانتشار، وأشهرها كتاب يسمَّى (المجموعة الكاملة)، أو (Summa Perfectionis)، يقع في جزأين، ويُعَدُّ أفضل المؤلَّفات الكيميائية التي ظهرت في القرون الوسطى([39]). ويشير فيَّاض إلى أنَّ هذه الكتب اللاتينية بقيت تحمل اسم جابر إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، عندما قام المستشرق والكيميائي الفرنسي الشهير (برتلو/ M. Berthelot) بدراسة الكيمياء الإسلامية دراسة عميقة، بالاعتماد على الترجمات اللاتينية للكتب العربية الموثوق بصحة انتسابها لمؤلِّفيها، وفَحَصَ، أيضاً، عن الكتب اللاتينية التي ظهرت في القرن الثالث عشر الميلادي وما بعده، ليصل إلى حقيقة مؤلِّفيها([40]). ولكنَّ العقبة التي واجهت (برتلو) كانت تتمثل في جهله باللغة العربية، ممَّا دفعه إلى الاتفاق مع المستشرق الفرنسي الشهير (هوداس/ O. Houdas) على القيام بترجمة ثلاثة عشر رسالة عربية، اختارها له، تسعة منها لجابر، ثم عكف على دراستها ومقارنتها بالكتب اللاتينية المشار إليها، ليُخرج في سنة (1893) كتاباً في ثلاثة أجزاء عن الكيمياء في العصور الوسطى، عنوانه (La Chimie au Moyen Age)([41]). وقد أسفر شك (برتلو) في انتساب الكتب اللاتينية لجابر، عن إطلاق تسمية (جابر اللاتيني)، أو (جابر القرن الثالث عشر)، على المؤلِّف المجهول للكتب اللاتينية، ويُكتب اسمه بصيغة (Geber)، تمييزاً له عن (جابر) العربي، الذي يُكتب اسمه بهذه الصيغة (Jabir)([42]).  

   ويذكر فيَّاض أنَّ المشكلة أثيرت من جديد في سنة (1923)، على يد المستشرق البريطاني (هولميارد)، وهو أستاذ جامعي في الكيمياء، ومرجع في الكيمياء الإسلامية، ضليع في اللُّغة العربية، ويمتاز بقدرته على قراءة النصوص العربية القديمة، وفهمها، فضلاً عن كونه واسع الاطلاع، غزير المادَّة([43]). وبعد أنْ يشير فيَّاض إلى أنَّ (هولميارد) فنَّد بحوث (برتلو)، وأظهر مواطن ضعفها وخطئها، يلخِّص آراءه فيما يأتي:    

1- لم يكن (برتلو) ملمَّاً باللغة العربية، على الرغم من أنه كان خبيراً بالكيمياء، ولذلك لم يتمكن من الاطلاع بنفسه على الأصول العربية، واعتمد على ترجمة غيره.

2- لم يكن (هوداس) على معرفة بالكيمياء، أصولاً ومبادئ ومصطلحات، على الرغم من أنه كان خبيراً باللغة العربية، ولذلك لا يصحُّ الوثوق بترجمته.

3- إنَّ اختيار (برتلو) ثلاثة عشر مؤلَّفاً فقط، من بين مئات المخطوطات العربية في الكيمياء، سواء أكانت لجابر أم لغيره، واتّخاذها مرجعاً لبحوثه، يُعَدُّ أساساً ضعيفاً لا يجوز الاعتماد عليه في الوصول إلى رأي حاسم وحكم سديد.

4- ورود أخطاء كثيرة في كتاب (برتلو)، تتعلق بالتواريخ، وأسماء الأعلام، وأسماء الكتب… وغيرها، تدلُّ على أنه لم يستوف دراسة الكيمياء عند العرب([44]).

   وبحسب فيَّاض فإنَّ (هولميارد) انتهى إلى أنَّ برتلو: “لم يتقن دراسة الكيمياء العربية، ولم يستوف الأساس الذي اعتمد عليه في بحوثه، فهو غير صالح للحكم على هذه الكتب اللاتينية، التي يلزم أنْ تحمل اسم جابر العربي، حتى يظهر ما ينقض ذلك بالدليل القاطع الذي لا يتسرَّب إليه الشك”([45]).   

   في نهاية حديثه عن جابر، يستغربُ فيَّاض اهتمام الأوروبيين – إلى هذا الحدِّ – بموضوع يمثّل ناحية واحدة من حياة جابر، في الوقت الذي لا يعرف عنه معظم المثقفين العرب سوى اسمه([46])!

   يخصص فيَّاض صفحات كثيرة من كتيِّبه للحديث عن سبعة من خلفاء جابر في الكيمياء، أفادوا من جهوده، وزادوا عليها؛ وهم: أبو بكر محمَّد بن زكريا الرَّازي (ت 313هـ/925م)، وأبو علي الحسين بن عبدالله الشهير بابن سينا (ت 428هـ/1036م)، وأبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي (ت نحو 398هـ/1008م)، وأبو المنصور الموفق بن علي الهروي (القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي)، وأبو إسماعيل الحسن (أو الحسين) بن علي الطُّغْرائي (ت 515هـ/1121م)، وأبو القاسم محمَّد بن أحمد العراقي (القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي)، والجِلْدَكي([47]).

   ويواصل فيَّاض، في معرض ترجمته للكيميائيين السبعة – الذين مرَّ ذكرهم -، ذكر جابر بين حين وآخر، فهو يشير إلى أنَّ أثر جابر ظاهر في كتاب (سر الأسرار) للرَّازي، الذي كثيراً ما يشير إلى جابر بكلمة (أستاذي)([48])، وأنَّ الرَّازي، باعتقاده بإمكان تحويل المعادن إلى ذهب، كان متأثراً بجابر([49])، وأنَّ ابن سينا قال بالمبدأ الجابري الذي ينصُّ على أنَّ الفلزات تنشأ في الطبيعة من اتحاد الزئبق والكبريت([50])، وأنَّ المجريطي يُلزم في كتاب (رتبة الحكيم) – وهو كتاب لا يختلف، فيما يرد فيه من نظريات ومبادئ، عن كتب جابر والرَّازي – طالب الكيمياء، بقراءة كتب جابر، وفهمها([51])، ويُقدِّر جابراً تقديراً عظيماً، ويحيطه بهالة من المدح والإعجاب([52]). أما الجِلْدَكي، فقد سجَّل في كتابيه (نهاية الطلب)، و(التقريب في أسرار التركيب)، أقوالاً وتجارب كثيرة لجابر([53]).

   ويستمرُّ فيَّاض في المحور الأخير من كتيِّبه، والمعنون بـ(الكيمياء الإسلامية)، بذكر جابر، حيث يشير إلى أنَّ نتائج بعض التجارب الكيميائية كان لها أثر خدَّاع في نفوس القائمين بها؛ مثل استخلاص الفضة من الجالينا، وتحضير الذهب من بيريت الحديد… وغيرها، وأنَّ جابراً كان يعتقد – عن عقيدة راسخة، وإيمان صادق – بإمكان تحويل المعادن الدنيئة إلى ذهب أو فضة([54])، وهو ينظر إلى جابر على أنه كان ممَّن يعتمدون على الدليل العلمي، لأنَّ مجرَّد القول أو النقل عن عالم مشهور لا يُعَدُّ برهاناً على صدق الظواهر أو العمليات الكيميائية. ولذا، فإنَّ جابراً كان أسبق مَنْ وجَّه النظر إلى اتخاذ التجربة والمشاهدة أساساً لتقصِّي الحقيقة، كما أنَّه وضع شروطاً معيَّنة لإجراء التجارب الكيميائية، وللقائمين بها([55]). وينبِّه فيَّاض إلى أنَّ جابراً يشير في كتاب (الخواص الكبير) إلى أنه لم يذكر إلا ما رآه بعينه([56])، مستشهداً ببعض نصوصه التي تدلُّ على الدقَّة في وصف التجارب الكيميائية، ممَّا يعكس اهتمام العرب بالناحية العملية، وهو اهتمام يَعُدُّه فيَّاض خطوة واسعة في سبيل تقدُّم الكيمياء، تفوَّقوا فيها على الإغريق([57])، وإنْ كان ذلك لم يصدَّهم عن التفكير والبحث النظري، يدلُّ على ذلك أنَّ الصورة التي تخيَّل بها جابر عملية اتحاد الزئبق بالكبريت، لا تختلف عن نظرية (دالتن) في تفسير هذا الاتحاد([58]). ويشير فيَّاض إلى أنَّ جابراً استخدم النظرية الكيميائية العربية حول تكوُّن المعادن من اتحاد الزئبق بالكبريت، في تفسير ظاهرة التكليس، حيث إنَّ تأثير الحرارة على الفلزات يؤدي إلى تطاير الكبريت منها، وتخلّف الكلس، وأنَّ هذه النظرية هي الأساس الذي بنى عليه العالم الألماني (استاهل G.E. Stahl) (1660-1734م) نظرية السعير (phlogiston theory)، وأنْ لا فرق بين النظريتين إلا في اسم المادَّة المتطايرة، إذ يسميها جابر كبريتاً، بينما يسميها (استاهل) سعيراً([59]).  

   يقف فيَّاض عند فكرة تأثير الأجرام السماوية في المعادن، وهي فكرة بابلية انتقلت إلى الإغريق، وأخذها العرب عنهم لاحقاً، موضِّحاً أنَّ البارزين من علماء العرب – بمن فيهم جابر – لم يتقيَّدوا بها في تجاربهم العلمية، ممَّا يدلُّ على أنَّ الكيمياء الإسلامية كانت خالية من مظاهر التنجيم، ومبنيَّة على أساس عملي متين([60]).  

   وينبِّه فيَّاض إلى اهتمام الكيميائيين العرب بعملية الوزن الدقيق، وهو اهتمام نجده في مؤلَّفات جابر، علماً أنَّ الأوروبيين لم يستعملوا الميزان في العمليات الكيميائية إلا في القرن السابع عشر([61]).

   وأخيراً، يشير فيَّاض إلى أنَّ جابراً أعرض عن الجانب الباطني، ولم يؤمن بتأثيره، وأسَّس الكيمياء على الجانب العملي، مخالفاً بذلك الكيمياء الإغريقية، التي كانت ذات أركان ثلاثة منعزلة لا اتصال بينها: فلسفي، وتجريبي، وباطني([62])

الاستنتاجات:

   ظهر عمل فيَّاض عن جابر لأول مرة، في مصر، في منتصف القرن العشرين (1950)، ضمن سلسلة كتب ثقافية شهرية هدفها نشر الثقافة في العالم العربي، وهي سلسلة (اقرأ). ومن ثَمَّ، فإنَّ هذا العمل جاء خالياً من التوثيق الدقيق الذي تمتاز به الأعمال الأكاديمية البحتة، فضلاً عن أنَّ مؤلِّفه لم يكن مؤرِّخاً، ولا متخصِّصاً في تاريخ العلوم، وإنما كان طبيباً له اهتمامات أخرى، يدلُّ عمله عن جابر على أنَّ الكيمياء كانت واحدة منها، ولا شك أنَّ ذلك ألقى بظلاله على كيفيَّة تناول فيَّاض لموضوع جابر، وكيميائه.

   وقد حاول فيَّاض أنْ يعرض بعض الجوانب التي ما زالت مجهولة من السيرة الجابرية، فتحدَّث عن موضوعات؛ مثل: والد جابر، وصلته بالعباسيين، ومكان ولادة جابر، والتاريخ المرجَّح لولادته، وتنقُّله بين الكوفة وبغداد، وصلته بالبرامكة، وبالعباسيين، وتاريخ وفاته… وغيرها من القضايا التي يظهر بوضوح أنه أفاد في الحديث عنها من استنتاجات مستشرق بريطاني شهير عُني بجابر وكيميائه، وهو (هولميارد).      

   وعلى الرغم من أنَّ فيَّاضاً أشار إلى صلة جابر بالإمام الشيعي السادس جعفر الصادق، إلا أنه لم ينبِّه إلى تشيُّعه، ولا إلى صلته بالاسماعيلية، وإنما اكتفى بِعَدِّه صوفياً.

   لم يقف فيَّاض كثيراً عند مؤلَّفات جابر، وإنما اكتفى بذكر ثلاثين عنواناً منها، لم يوفَّق أحياناً في إدراك أنَّ بعضها مجموعات وليست كتباً مفردة، ولم ينبِّه إلى أماكن وجود مخطوطات تلك المؤلَّفات، إلا في حالات محدودة جداً. وفي السياق نفسه، فعلى الرغم من أنَّ فيَّاضاً يحار من قدرة جابر على الكتابة المتنوِّعة والغزيرة، إلا أنه لا يشكك في أنْ يكون هو وحده صاحب تلك المجموعة الكبيرة من المصنَّفات، ولا ينبِّه إلى الجذور التاريخية لهذه المشكلة، وإنْ كان يقف – شأنه شأن سابقيه ولاحقيه من المهتمين بجابر؛ عرباً ومستشرقين على حدٍّ سواء – عند آراء (برتلو)، الذي شكَّك في نسبة الكتب الكيميائية اللاتينية إلى جابر، قبل أنْ يعرض موقف (هولميارد)، الذي حاول أنْ يُفنَّد تلك الآراء، ويُظهر مواطن ضعفها وخطئها.

   فيما يتعلَّق بالكيمياء الجابرية، يثير فيَّاض جملة موضوعات؛ منها: اهتمام جابر بالناحية العملية، واستعماله الميزان مبكراً في تجاربه العلمية، ونظريته في تكوين المعادن، وخبرته في العمليات الكيميائية الشائعة؛ مثل: الإذابة، والتبلُّر، والتقطير، والتكليس، والاختزال، واكتشافاته في مجال الكيمياء… وغيرها.

   ولم يقتصر حديث فيَّاض عن جابر على الصفحات التي كرَّسها له من كتيِّبه، وإنما تجاوزها ليذكره في سياق حديثه عن الكيميائيين اللاحقين، وعن الكيمياء الإسلامية بعامَّة، حيث بيَّن أثره في نتاجات الرَّازي وابن سينا، ونبَّه إلى مكانته عند المجريطي، وأشار إلى حضور آرائه وتجاربه عند الجِلْدَكي، مؤكِّداً الاهتمام بالجانب العملي في كيميائه، ومنبِّهاً إلى دقته في وصف التجارب الكيميائية، وإعراضه عن الجانب الباطني، مشيراً إلى خلوِّ كيميائه من مظاهر التنجيم اليونانية ذات الأصول البابلية.

    وختاماً، فإنَّ عمل فيَّاض، قياساً إلى المدَّة الزمنية التي ظهر فيها، وفي سياق سلسلة الكتب التي ينتمي إليها، يمثل جهداً متواضعاً يرفد معرفة المثقف العادي عن جابر وكيميائه، ولكنه لا يجيب عن أسئلة الباحث الأكاديمي المتخصص، خاصة وأنَّ اختفاء الهوامش من عمل فيَّاض لم يُضع علينا فرصة معرفة مصادره فحسب، وإنما أضاع علينا أيضاً فرصة معرفة ما إذا كان قد اطَّلع فعلاً على مؤلَّفات جابر التي يستشهد بها في ثنايا عمله، أم أنه اعتمد على مراجع أخرى نقلت عن تلك المؤلَّفات.

جريدة المصادر والمراجع:

أولاً/ المصادر الأولية:

* جابر بن حيَّان، أبو عبدالله الكوفي (ت نحو 200هـ/815م):

1- مجموعة مصنَّفات في الخيمياء والإكسير الأعظم، دراسة وتقديم: بيير لوري، لبنان، دار ومكتبة بيبليون، 2008.

2- مختار رسائل جابر بن حيَّان، عني بتصحيحها ونشرها: باول كراوس. القاهرة، مكتبة الخانجي ومطبعتها، 1354هـ.

* ابن خلدون: أبو زيد عبدالرحمن بن محمَّد (ت 808هـ/1406م):

3- مقدمة ابن خلدون. مهَّد لها، ونشر الفصول والفقرات الناقصة من طبعاتها وحققها، وضبط كلماتها، وشرحها، وعلَّق عليها، وعمل فهارسها: علي عبدالواحد وافي. ط2. القاهرة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، 2006. ج3.

* النديم، أبو الفرج محمَّد بن إسحاق (ت 380هـ/990م):

4- كتاب الفِهْرِسْت، تحقيق: جوستاف فلوجل، لايبزج: 1871-1872.

ثانياً/ المراجع الثانوية:

أ- الكتب العربية:

* الأعسم، عبدالأمير:

5- المصطلح الفلسفي عند العرب، ط3، بيروت، التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، كيوان للطباعة والنشر والتوزيع، 2009.

* الزِّرِكْلي، خيرالدين:

6- الأعلام، ط15، بيروت، دار العلم للملايين، 2002. ج2.

* الشكري، جابر:

7- الكيمياء عند العرب، سلسلة الموسوعة الصغيرة، بغداد، دار الحرية للطباعة، 1979.

* فيَّاض، محمَّد محمَّد:

8- جابر بن حيَّان وخلفاؤه، سلسلة اقرأ، ط2، القاهرة، دار المعارف، د.ت.

ب- الكتب المعرَّبة:

* بروكلمان، كارل:

9- تاريخ الأدب العربي، نقله إلى العربية: السيَّد يعقوب بكر ورمضان عبدالتواب، ط2، القاهرة، دار المعارف، د.ت. ج4.

* يونج، ولاثام، وسيرجنت، محررون:

10- الدین والتعليم والعلم في العصر العباسي، ترجمة وتقديم وتعليق: قاسم عبده قاسم، الجيزة، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، 2015.

ج- البحوث والمقالات:

* نعمان الحق، سيِّد:

11- مخطوطات الكيمياء: نموذج المدونة الجابرية، منشور ضمن كتاب: علوم الأرض في المخطوطات الإسلامية، تحرير: إبراهيم شبُّوح، لندن، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 2005.

د- المراجع الأجنبية:

* Holmyard, E.J:

12- Makers of Chemistry. Oxford at the Clarendon Press, 1931.

* Nasr, Seyyed Hossein:

13- Science and Civilization in Islam. Chicago: ABC International Group, Inc., 2001.


([1]) سلسلة اقرأ (ط2، القاهرة: دار المعارف، د.ت). جدير ذكره أننا لا نعرف متى صدرت الطبعة الأولى من كتاب (جابر بن حيَّان وخلفاؤه)، ولكن اعتماد عبدالأمير الأعسم على نسخة من الكتاب صدرت سنة (1950)، يجعلنا نرجِّح أنها هي الطبعة الأولى، خاصة وأنَّ الطبعة الثانية التي اعتمدنا عليها خالية من أي تاريخ للنشر. يُنظر: عبدالأمير الأعسم، المصطلح الفلسفي عند العرب (ط3، بيروت: التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق: كيوان للطباعة والنشر والتوزيع، 2009)، ص16، هامش رقم (17).

([2]) المرجع السابق، ص9-19.

([3]) فيَّاض، المرجع السابق، ص20-29. قمين ذكره أنَّ (بويل) استعمل تسمية (Alchemy) للدلالة على الكيمياء التي كان يعمل بها الدجَّالون والسحرة، واقترح تسمية (Chemistry) للدلالة على الكيمياء ذات الطابع العلمي الأصيل. يُنظر: جابر الشكري، الكيمياء عند العرب، سلسلة الموسوعة الصغيرة (بغداد: دار الحرية للطباعة، 1979)، ص21. 

([4]) المرجع السابق، ص32-34. وقارن: أبو الفرج محمَّد بن إسحاق النديم، كتاب الفِهْرِسْت، تحقيق، جوستاف فلوجل (لايبزج: 1871-1872)، ص242؛ أبو زيد عبدالرحمن بن محمَّد المعروف بابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، مهَّد لها، ونشر الفصول والفقرات الناقصة من طبعاتها وحققها، وضبط كلماتها، وشرحها، وعلَّق عليها، وعمل فهارسها: علي عبدالواحد وافي (ط2، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، 2006)، ج3، ص1071.

([5]) المرجع السابق، ص36-67.

(*) يخطئ فيَّاض عندما يجعل سنة (720م) التاريخ المقابل لسنة (100ه)، والصحيح؛ هو (718م). 

([6]) فيَّاض، المرجع السابق، ص36، وهامش رقم (*). وقارن:E.J. Holmyard, Makers of Chemistry (Oxford at the Clarendon Press, 1931), P. 50.

Seyyed Hossein Nasr, Science and Civilization in Islam (Chicago: ABC International Group, Inc., 2001), P. 42.   

([7]) فيَّاض، المرجع السابق، ص36-39. وقارن:  Holmyard, Op. Cit., P. 49-50, 54-56.

Nasr, Op. Cit., P. 42. 

([8]) المرجع نفسه، ص38. وقارن:  Holmyard, Op. Cit., P. 50.

(**) جدير ذكره أنَّ الزِّرِكْلي ما لبث أنْ تخلَّى عن هذا التاريخ بعد عثوره على نص جديد يجعل وفاة جابر سنة (200هـ/815م). يُنظر: خيرالدين الزِّرِكْلي، الأعلام (ط15، بيروت: دار العلم للملايين، 2002)، ج2، ص104، هامش رقم (1).

([9]) فيَّاض، المرجع السابق، ص39، هامش رقم (*). وقارن:  Holmyard, Op. Cit., P. 50-52, 54-56. وقارن أيضاً: أبو عبدالله جابر بن حيَّان الكوفي، قطع صغيرة من كتاب الخواص الكبير، منشورة ضمن كتاب: مختار رسائل جابر بن حيَّان، عني بتصحيحها ونشرها: پاول كراوس (القاهرة: مكتبة الخانجي ومطبعتها، 1354هـ)، ص303-304، ص306-308.

([10]) فيَّاض، المرجع السابق، ص33، ص39-40. وقارن: النديم، المصدر السابق، ص355.

([11]) المرجع السابق، ص40.

([12]) يُنظر: النديم، المصدر السابق، ص355-358.

([13]) المرجع السابق، ص40. وقارن: Nasr, Op. Cit., P. 42, 258 حيث يشير إلى أنَّ جابراً كان شيعياً وصوفياً في آن واحد.

(14) كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، نقله إلى العربية: السيَّد يعقوب بكر، ورمضان عبدالتواب (ط2: القاهرة: دار المعارف، د.ت)، ج4، ص307.

([15]) المرجع السابق، ص40-41.

([16]) المرجع نفسه، ص41.

[17])) يُنظر: يُنظر: الدین والتعليم والعلم في العصر العباسي، تحرير: يونج، ولاثام، وسيرجنت، ترجمة وتقديم وتعليق: قاسم عبده قاسم (الجيزة: عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، 2015)، ص414 .

([18]) المرجع السابق، ص41-42.

([19]) المرجع نفسه، ص42؛ وقارن: أبو عبدالله جابر بن حيَّان الكوفي، ابتداء الجزء الأول من كتاب السر المكنون، منشور ضمن كتاب: مختار رسائل جابر بن حيَّان، ص334.

([20]) فيَّاض، المرجع السابق ص42.

([21]) مخطوطات الكيمياء: نموذج المدونة الجابرية، منشور ضمن كتاب: علوم الأرض في المخطوطات الإسلامية، تحرير: إبراهيم شبُّوح (لندن: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 2005)، ص266.

([22]) نعمان الحق، المرجع السابق، ص267.

(***) أنا مدين بهذا الرأي لأستاذي الدكتور جزيل عبدالجبار الجومرد، أستاذ التاريخ الإسلامي المتمرس في كلية التربية/ جامعة الموصل، الذي طالماً تناقشت وإياه حول جابر وكيميائه.

(****) يخطئ فيَّاض في عَدِّه (المائة والاثني عشر)، كتاباً واحداً، فهي مجموعة تتكوَّن من مائة واثني عشر كتاباً، ولكن ذكره لها على أنها كتاب واحد يعزّز فكرة أنه لم يرجع إليها مباشرة. يُنظر: النديم، المصدر السابق، ص355-356. 

([23]) فيَّاض، المرجع السابق، ص44-52.

([24]) فيَّاض، المرجع السابق، ص44.

([25]) المرجع والمكان نفسهما.

([26]) المرجع والمكان نفسهما.

([27]) المرجع نفسه، ص46.

([28]) المرجع نفسه، ص46.

([29]) المرجع نفسه، ص46-47.

([30]) المرجع نفسه، ص47-48. وقارن:  Holmyard, Op. Cit., P. 56-58.

([31]) المرجع السابق، ص48-49.

([32]) المرجع نفسه، ص49-51.

([33]) المرجع نفسه، ص51.

([34]) المرجع نفسه، ص51-52.

([35]) المرجع نفسه، ص53. وقارن:  Holmyard, Op. Cit., P. 58.

([36]) فيَّاض، المرجع السابق، ص53-56.

([37]) المرجع نفسه، ص56-58. وقارن:  Holmyard, Op. Cit., P. 59-60.

([38]) المرجع نفسه، ص58.

([39]) فيَّاض، المرجع السابق، ص59-62.

([40]) المرجع نفسه، ص62-63.

([41]) المرجع نفسه، ص63. وقد أعاد المستشرق الفرنسي (بيير لوري P. Lory) نشر الرسائل الثلاثة عشر في كتاب: أبو عبدالله جابر بن حيَّان الكوفي، مجموعة مصنَّفات في الخيمياء والإكسير الأعظم، دراسة وتقديم: بيير لوري (جبيل: دار ومكتبة بيبليون، 2008)، ص79-287.

([42]) فيَّاض، المرجع السابق، ص64.

([43]) فيَّاض، المرجع السابق، ص64.

([44]) المرجع نفسه، ص65-67.

([45]) فيَّاض، المرجع السابق، ص67.

([46]) المرجع والمكان نفسهما.

([47]) المرجع نفسه، ص68-108.

([48]) المرجع نفسه، ص73.

([49]) المرجع والمكان نفسهما.

([50]) المرجع نفسه، ص82.

([51]) فيَّاض، المرجع السابق، ص85، 86.

([52]) المرجع نفسه، ص86.

([53]) المرجع نفسه، ص100.

([54]) المرجع نفسه، ص115.

([55]) المرجع نفسه، ص117.

([56]) المرجع والمكان نفسهما. وقارن: أبو عبدالله جابر بن حيَّان الكوفي، نُخب من كتاب الخواص الكبير، منشورة ضمن كتاب: مختار رسائل جابر بن حيَّان، حيث يقول جابر: “ويجب أنْ تعلم أنَّا نذكر في هذه الكتب خواصَّ ما رأينا فقط، دون ما سمعناه أو قيل لنا أو قرأناه، بعد أنْ امتحنَّاه وجرَّبناه، فما صحَّ أوردناه وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضاً، وقايسناه على أقوال هؤلاء القوم”. ص232.

([57]) فيَّاض، المرجع السابق، ص119-120.

([58]) المرجع نفسه، ص120-121.

([59]) المرجع نفسه، ص121-122.

([60]) المرجع نفسه، ص122-124.

([61]) المرجع نفسه، ص124.

([62]) المرجع السابق، ص126.

العدد 188 ǀ صيف 2024 ǀ السنة الحادية والعشرون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى