الأرض المقدسة (فلسطين) في اليهودية والمسيحية والإسلام
د. سعد سعيد الديوه جي
تمهيد
مما لا شك فيه أن هنالك روابط تاريخية وجغرافية بين ما يسمى بالأديان السماوية الثلاث، منها نظرتها إلى قدسية أرض فلسطين عامة، ومدينة القدس (أورشليم) على وجه الخصوص، والقدسية بمعناها الديني لا تعني إلا الطهارة والبركة والعناية الإلهية.
ومما لا بد ذكره أن هذه الأديان لا تختلف حول وجود إبراهيم – عليه السلام – كنبيّ ترتبط مسيرته بهذه الأرض، بعد مجيئه من (أور) الكلدانية، وأن قدسية (فلسطين) تحتوي على تباينات عديدة بين الأديان الثلاث، أدّت في معظمها إلى نشوء خلافات تاريخية عميقة، وحروب وصدامات، ظاهرها ديني وباطنها منفعي استراتيجي، ولكن يبقى العامل الديني مؤثراً إلى حد كبير.
فعصـر إبراهيم الخليل – عليه السلام – على الأغلب هو أواسط القرن التاسع عشر قبل الميلاد، عندما انطلق من (أور) (جنوب العراق الحالي) نحو أرض فلسطين لنشـر دعوة التوحيد التي وقف ضدها قومه.
وإبراهيم – عليه السلام – كان ينتمي للقبائل الأمورية التي قدمت من شبه الجزيرة العربية في هجراتها المتعاقبة نحو الشمال، وحسب المصطلح المتداول الحالي فإنه من أصول سامية، تعود به إلى سام بن نوح – عليه السلام –، حسب ما تدّعيه (التوراة)، وبهذا يكون جداً أعلى للعرب وبني إسرائيل.
والتوراة لا تشير إلى كون إبراهيم – عليه السلام – صاحب رسالة، عندما انطلق مع أبيه (تارح)، وزوجته الجميلة (ساراي)، وابن أخيه (لوط)، نحو أرض كنعان، وكان اسمه آنذاك (أبرام).
تقول التوراة: “وذهبوا إلى أرض كنعان، فجاءوا إلى حران”، (31-11، التكوين)، و(حران) مدينة كوردية تقع جنوب تركيا.
والحقيقة أن قدسية هذه الأرض زرعتها التوراة بشكل مثير قبل ظهور الديانة اليهودية وتبلورها على زمن موسى – عليه السلام -، أي بعد إبراهيم – عليه السلام – بخمسة قرون على الأقل، على أن الرب (يهوه) قد وهبها لإبراهيم ونسله، فكانت قدسية غريبة.
يقول الرب لأبرام: “ارحل من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك”، (1،12، التكوين). ويقول الرب في مكان آخر: “أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين، لأعطيك هذه الأرض ميراثاً لك”، (7-5، التكوين). وفي مكان آخر يقول: “لنسلك أهب هذه الأرض؛ من نهر مصر (النيل) إلى النهر الكبير، نهر الفرات”، (18،5، التكوين).
وعليه، فقد تمّ رسم الحدود الجغرافية للأرض المقدسة خارج حدود فلسطين – أرض إسرائيل –، وقبل نشوء إسرائيل القديمة بألف عام، وإسرائيل الحالية بحدود أربعة آلاف عام!، وهذه من الأفكار التي تؤيد كتابة التوراة بعد موسى – عليه السلام -، وفي بابل، في أواسط القرن الخامس قبل الميلاد.
والحقيقة، كما تؤكدها التوراة، أن هذه الأرض لم تكن خالية من السكان، فإبراهيم – عليه السلام – طلب من (بني حثّ) شراء مقبرة منهم لزوجته سارة، التي توفيت في (حبرون) (مدينة الخليل الحالية)، قائلاً: “أنا غريب ونزيل بينكم، دعوني أملك قبراً عندكم لأدفن فيه ميتي من أمامي”، (4، 23، التكوين)، فقبلوا طلبه برحابة صدر، رغم أنه كان غريباً عنهم.
وبعد خروج بني إسرائيل من فلسطين إلى مصـر، ورجوعهم إليها على يد موسى – عليه السلام – الذي مات قبل وصوله، وتأسيس داود – عليه السلام – لدولة إسرائيل عام (1010ق.م)، التي استمرت حتى عام (971ق.م)، وهو زمن وفاة سليمان بن داود – عليهما السلام -، الذي بنى الهيكل.
قسّمت هذه المملكة إلى شمالية (إسرائيل)، وعاصمتها السامرة، وجنوبية (يهوذا)، وعاصمتها أورشليم، التي كان فيها الهيكل.
علماً أن داود – عليه السلام – لم ينشئ (أورشليم)، فقد كانت عاصمة اليبوسيين، التي استولى عليها. والحقيقة أنه لم تكن لهذه الأرض أي قدسية دينية في الفترة بين قدوم إبراهيم – عليه السلام – ونشوء الدولة، إلا في الجمل التي ذكرناها آنفاً، غير كونها أرض نماء وخير.
“إن الرب إلهكم آت بكم إلى أرض خصبة تكثر فيها الأنهار والآبار، وعيون الماء تتدفق في الوديان والجبال، إلى أرض حنطة وشعير، وكروم وتين ورمان وزيتون وعسل، إلى أرض لا تأكلون بالذلّ خبزكم، ولا يعوزكم فيها شيء، وهي أرض يتوافر في حجارتها الحديد، ومن جبالها تستخرجون النحاس”( 7-10، 8التثنية)، وهنالك عشـرات النصوص التوراتية التي تصب في هذا المجال.
وأما القدسية الدينية، فقد تعززت بعد السبي والشتات، ولذلك ارتبطت بعودة الدولة، والهيكل الذي سيكون فيه الرب مع شعبه، لأن الإسرائيليين لم يعودوا يقتنعون بأرض اللبن والعسل فقط، فقد أمر الرب سليمان ببناء الهيكل، ولم يسمح لداود بذلك.
يقول الرب لسليمان – عليه السلام -: “وإذا عملت بفرائضـي وأحكامي، وحرصت على اتباع جميع وصاياي، فأنا أفي لك بوعدي الذي وعدت به أباك داود، وأقيم في هذا الهيكل الذي تبنيه، وأكون مع شعبي بني إسرائيل، ولا أتركهم”، (11-13، 6 الملوك الأول).
وعليه، فالهيكل هو بيت الرب، الذي سيسكن فيه مع شعبه، لينعموا بخيرات الأرض الموعودة. وهكذا تمّ ربط قدسية الأرض بثلاث عوامل، هي: أرض الخير والنماء، وقيام أول دولة لهم فيها، ووجود الهيكل الذي يمثل ارتباط الرب بشعبه الأثير، عندما يسكن بينهم إلى الأبد.
أما قدسية هذه الأرض عند المسيحية، التي ولدت من رحم اليهودية في فلسطين، وتقدّس التوراة ونصوصها، ولا تعمل بها، فهي قدسية يعتريها الارتباك، ذلك أن اليهود لا يعترفون بالسيد المسيح – عليه السلام – جملة وتفصيلاً، وهم المسؤولون عن صلبه، كما جاء في الأناجيل.
لذلك اعتبرت المسيحية أن مكان مولد المسيح – عليه السلام -، ومكان صلبه، والطريق الذي سار به حاملاً صليبه – حسب الروايات الإنجيلية – هي أماكن مقدسة، وهنا تأتي أوجه التلاقي والافتراق مع اليهودية، حول القدسية.
وعند مجيء المسيح – عليه السلام – كان هنالك ما بناه اليهود على أنقاض الهيكل الثاني الذي دمره الرومان، وقد سماه المسيح – عليه السلام – بمغارة اللصوص، بعد ما رأى أنواع الفساد التي فيه، فقال للكهنة: “جاء في الكتاب: بيتي بيت للصلاة، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص”، (12-13، 21 متى).
وتوجد رواية طريفة في الأناجيل، تقول بأن إبليس حاول اختبار المسيح – عليه السلام – داخل الهيكل، قائلاً لـه: “إن كنت ابن الله، فقل لهذه الحجارة أن تصير خبزاً”، (3-4، متى)، فأجابه المسيح: “لا تجرب الرب إلهك”، (7-4، متى)، وهذا يعني بقاء الهيكل مكاناً للعبادة والنقاش والحوار رغم استشـراء الفساد فيه، حسب روايات الأناجيل.
لقد كانت دعوة المسيح محصورة داخل فلسطين، ولم يذهب خارجها، وفي أماكن تواجد بني إسرائيل، وهو القائل: “ما أرسلني الله إلا إلى الخراف الضالة من بني إسرائيل”، (24،16، متى)، رغم أنه تعرض للإضطهاد حتى من سكان (الناصرة)، وهي المدينة التي نشأ فيها، عندما تعجبوا من حكمته ومعجزاته، قائلين: “أما هو ابن النجار، أمّه تدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا”، (55، 3، متى)، بدون أن تذكر الأناجيل معنى الأخوة.
ولهذا، فهذه القدسية مستمدة من التوراة، كما لبني إسرائيل، زائداً الأرض التي مشى عليها المسيح، ولاقى الأمرّين من بني إسرائيل.
أما في الإسلام، فقد جاءت قدسية هذه الأرض على لسان موسى – عليه السلام -، كما ورد في القرآن: [يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ](المائدة/ 21)، وما يقوله الأنبياء، ويصدّقه القرآن، يكون معتقداً إسلامياً.
وقد جاءت القدسية بمظهر آخر، هو مظهر مباركتها من الله تعالى بقوله: [سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَـى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ](الاسراء/ 1)، وقوله تعالى: [وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إلى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ](الأنبياء/ 71)، والمباركة كلمة رديفة للقدسية، التي تعني المطهرّة بالعناية الإلهية.
فنقطة الالتقاء مع قصة التوراة حول إبراهيم – عليه السلام – بأنه اتّجه إلى فلسطين، ولكن الاختلاف في الدافع، وهو اضطهاده من قبل قومه، ومحاولتهم إحراقه، وليس بسبب كثرة الخيرات فيها، فبركتها بركة روحية، جاءت من إحاطتها بالمسجد الذي بناه إبراهيم فيها.
والقدسية من وجهة نظر إسلامية يمكن تلخيصها استناداً للخطبة التي ألقاها الشيخ محي الدين بن الزكي حول المسجد الأقصـى، في أول جمعة بعد دخوله مع صلاح الدين الأيوبي، عند فتحه لبيت المقدس، وكانت في (4) شعبان من عام (583هـ)، إذ يقول: “فهو موطن أبيكم إبراهيم، ومعراج نبيكم محمد، وقبلتكم التي كنتم تصلون إليها من ابتداء الإسلام، وهو مقر الأنبياء، ومقصد الأولياء، ومقر الرسل… وهو المسجد الذي صلى فيه رسول الله ﷺ بالملائكة المقربين … وهو أول القبلتين وثاني المسجدين”. وقد جاء في الحديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا (مسجد المدينة المنورة)، والمسجد الأقصى)، (البخاري).
لقد مرّ المسجد الأقصى، مع مسجد قبة الصخرة، بعد الفتح الإسلامي سنة (17هـ)، بمراحل عدة، منها على يد عمر – رضي الله عنه –، الذي أمر بإعلاء قواعد المسجد وأُسسه، ثم أمر بإقامة ظُلة من الخشب فوق الصخرة الشـريفة. وبذلك فإن عمر هو أول من أرسى قواعد المسجد الحالي. وأما في زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، فقد أمر بإقامة مسجد قبة الصخرة، وكان ذلك عام (66هـ – 685م)، بجانب المسجد الأقصى.
وأما في زمن الحروب الصليبية، وبعد سقوط القدس عام (493هـ – 1099م) بيد الصليبيين، فقد تعرض المسجد للتخريب من قبل الصليبيين، الذين سموه (معبد سليمان)، ومن هنا نشأ الاعتقاد بأن المسجد الأقصـى مبنيّ على أنقاض الهيكل. وهذا من التداخلات في المعتقدات المسيحية واليهودية.
وبعد سقوط القدس عام (1967م)، تعرّض المسجد الأقصـى إلى حريق كبير أتى على منبر صلاح الدين الأيوبي فيه، عام (1969م).
وأخيراً، نود الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية، ألا وهي اشتراك الأديان في كون القيامة، وما يصاحبها من أحداث آخر الأيام، ستكون حصراً في هذه الأرض.
ففي (سفر حزقيال) يقول الرب لهذا النبي: “ما سأفعله لا أفعله لأجلكم يا شعب إسرائيل، بل لأجل اسمي القدوس، الذي دنستموه بين الأمم، وحيث حللتم، … وآخذكم من بين الأمم، وأجمعكم من كل البلدان، وأجيء بكم إلى أرضكم، … وتسكنون في الأرض التي أعطيتها لأبائكم، وتكونون لي شعباً، وأكون لكم إلهاً”، (22-28، 36 حزقيال).
وأما القيامة، فيعبّر عنها بالنص التالي: “سأفتح قبوركم، وأصعدكم منها يا شعبي، وأجيء بكم إلى أرض إسرائيل”، (12، 37 حزقيال)، رغم أن البعث بعد القيامة مسألة غير واضحة في المعتقد اليهودي.
وفي هذه الأرض ستقع معركة (هرمجدون)، التي ستسبق القيامة، يُقتل فيها أعداء بني إسرائيل، وتستغرق عملية الدفن لوحدها سبعة أشهر، وتدعو فيها الوحوش والجوارح لهذه الوليمة: “وتأكلين شحماً، فتشبعين، وتشـربين دماً فتسكرين، من ذبيحتي التي ذبحتها لك”، (18-19، 39 حزقيال).
وهكذا تقوم إسرائيل كدولة آخر الزمان لوحدها، ويتم بناء الهيكل الجديد، ويسكن الرب وسط شعبه.
أما في المسيحية، فلهذه الأرض أيضاً مكانة مقدسة، كما ذكرنا آنفاً، ولكون أحداث آخر الأيام ستقع فيها، عندما ينزل المسيح من السماء، حسب المعتقد المسيحي.
فحسب هذا المعتقد، المتأثر بأدبيات التوراة، في (سفر يوحنا)، الذي يحتوي على كلمات مثل الهيكل “وبابل العظيمة التي سيسقيها الرب كأساً يغلي بخمر غضبه”، (9، 16، رؤيا يوحنا).
وفي هذا السفر يقول أحد الملائكة: “سقطت، سقطت بابل العظيمة، صارت مسكناً للشياطين، ومأوى لجميع الأرواح النجسة”، (2، 8، رؤيا يوحنا)، فبابل تشكل عقدة العقد في التوراة، بعد سقوط الهيكل، ودماره، على يد أهلها!.
وفي هذه الأرض سيتم تقييد إبليس، ورميه في الهاوية لألف سنة، وعندها سيقوم أتباع المسيح من قبورهم ليعيشوا معه ألف سنة، وهي القيامة الأولى: “لا سلطان للموت الثاني عليهم”، (6، 20، رؤيا يوحنا).
كل ذلك تهيئة لما سيقول يوحنا: “وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله، كعروس تزينت واستعدت للقاء عريسها”، (2، 21، رؤيا يوحنا).
والخلاصة أن أورشليم هذه هي عاصمة يسوع المسيح الجديدة، الذي أراد كتبة السفر أن يضعوا حلاً وسطاً يرضي اليهود، ويجذبهم إلى مملكة المسيح الجديدة، فيقول: “أنا أصل داود ونسله، أنا كوكب الصبح المنير”، (16، 22، رؤيا يوحنا)، وهذا يعني أن مملكة المسيح الموعودة مع محبيه ستكون في أورشليم ولا غير.
وأما في الإسلام، فلا يوجد أي نص قرآني يشير إلى كون أحداث القيامة ستكون في فلسطين، كما لا توجد أي نصوص قرآنية حول عودة المسيح إلى الأرض، وإقامته لمملكة العدل الإلهي المزعومة.
والمسيح – عليه السلام – في القرآن الكريم رسول من الرسل، ولكنه ولد بمعجزة إلهية، وليس له صفات ربانية، كما في المسيحية.
والذي نعتقده بأن الأحاديث التي تتحدث عن نزوله في بيت المقدس أو دمشق، ما هي إلا انعكاسات يهودية ونصرانية على الفكر الإسلامي خارج القرآن، وما هو إلا آخر منقذ لبني إسرائيل ولا غير، بقوله تعالى: [وَإِذْ قَالَ عِيسَـى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّـرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ](الصف/ 6)، ولا علاقة له – أو لغيره من الرسل – بأحداث القيامة، التي لا يعلم إلا الله وقتها. وهكذا تبقى القدسية على ما ذكرناه آنفاً، ولا علاقة بإقامة مملكة ألفية إلهية فيها، ولا مملكة إلهية لجنس معين، فعلم الساعة لا يعلمه إلا الله.
العدد 188 ǀ صيف 2024 ǀ السنة الحادية والعشرون